في قلب هذه القصة المثيرة، يلتقي الحصان ورفاقه من الجياد والبغال والحمير في مؤتمر محموم يشبه مؤتمرات البشر، حيث يحاولون إيجاد حل جماعي للتحديات الكبرى التي فرضتها الاختراعات البشرية على دورهم التقليدي. مع تصاعد النقاشات، يتم الإعلان عن تحالف يعلي من شأن الوحدة، يتغاضى عن الاختلافات الفلسفية واللاهوتية ليبني جسرًا نحو تعاون مستدام. لكن، يأتي الثعلب ليطرح وجهة نظر مغايرة، مؤكدًا على ضرورة مواجهة الخلافات العقائدية ورفض الخرافات، الأمر الذي يؤدي إلى نهايته المأساوية على يد رفاقه. هذه القصة لا تمثل مجرد سرد ترفيهي، بل تعكس إسقاطًا رمزيًا على الخلافات الدينية وكيف تتشكل داخل المجتمعات بسبب الأساطير والخرافات، مقدمةً بذلك تأملات عميقة في كيفية التواصل والتفاهم بين مختلف الأطراف.
About the author
أمين الريحاني، مفكر وأديب وروائي لبناني، ومن أبرز الشخصيات الرائدة في مجال الإصلاح الاجتماعي والفكر العربي خلال الفترة الممتدة بين أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. لقب بالريحاني نسبة إلى الريحان الذي كان يحيط بمنزله. أبدع الريحاني في مجموعة متنوعة من الأجناس الأدبية مثل الشعر، الرواية، المقال، المسرح، السير الذاتية، وأدب الرحلات، بالإضافة إلى تأليفه في مجالات معرفية أخرى مثل الفلسفة، التاريخ، الاقتصاد، الاجتماع، والجغرافيا. كان أيضًا رسام كاريكاتير وممثل. عرف بمسيرته النضالية ضد الاحتلال الفرنسي ودعمه لاستقلال لبنان، مستخدمًا ثقافته الموسوعية في الدفاع عن قضايا وطنه. تُوفِّي الريحاني عام 1940، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا وعلميًا غزيرًا.