يطوف بنا الشاعر في رحلة عبر نسيج ذكرياته العميقة، مصورًا اللوعة التي تثيرها أيام الشباب والصبا المفعمة بالأحلام المثالية والعواطف الجياشة التي تميز هذه المرحلة من الحياة. يتأمل في مدى تأثير تلك المشاعر الخام والمتقدة على شخصيته، حيث يشعر بألم الخيانة من حبيبته ويستعرض تأثره البالغ بأول زيارة له إلى المسرح، حيث سُحر بالفن الراقي والإبداع المسرحي. كما يشاركنا الشاعر مجموعة من القصائد التي كتبها في مناسبات مختلفة خلال شبابه، تلك القصائد التي تحمل روح التحدي وكسر القيود واكتشاف الذات والعالم. هذه السردية الشعرية تكشف لنا عن جمال التجارب الإنسانية وعمق التحولات العاطفية التي تركت بصمتها على روحه.
عن المؤلف
إبراهيم رمزي هو أحد أعلام المسرح العربي الحديث، ورائد في تأصيل الأجناس الأدبية الجديدة في مصر. ولد في السادس من أكتوبر عام ١٨٨٤م بالمنصورة، وانتقل لاحقًا إلى القاهرة حيث تخرج من المدرسة الخديوية الثانوية، ثم تابع تعليمه بالجامعة الأمريكية في بيروت. بدأ حياته المهنية كمترجم في المحكمة المدنية بالخرطوم، ثم عاد إلى مصر ليعمل في عدد من الصحف والمؤسسات التعليمية، بما في ذلك جريدة اللواء ومفتشًا لمدارس المعلمين. عُرِف رمزي بإسهاماته البارزة في المسرح، حيث كتب ما يقرب من خمسين عملاً بين مؤلف ومترجم، تنوعت بين المسرحيات التاريخية والاجتماعية. وقد قام بترجمة العديد من الأعمال الأدبية العالمية، وترك بصمة واضحة في الحياة الثقافية المصرية. توفي رمزي في مارس ١٩٤٩م، تاركًا إرثًا أدبيًا غنيًا.