في ملحمة ‘الكوميديا الإلهية’، يتجاوز دانتي أليجييري حدود الزمان والمكان، ليخلق عالماً فريداً يمزج بين الأسطورة والتاريخ، ويعكس رحلة الإنسان في البحث عن الفهم والمعرفة. في هذا النشيد الأول، الذي يحمل عنوان ‘الجحيم’، يجد دانتي نفسه تائهاً في غابة مظلمة، حيث يبدأ سعيه لاكتشاف مصير الأرواح الملعونة. برفقة الشاعر الروماني فيرجيل، يستعرض دانتي مشاهد مروعة من العذاب، حيث يتم تصنيف النفوس بحسب درجات خطاياها، مما يثير تساؤلات عميقة حول العدالة الإلهية وواقع الحياة. تتجلى في الكتاب صور بليغة، مثل الزهور التي تنحني تحت صقيع الليل، وتقوم من جديد مع شمس الفجر، مما يبرز جمال التفاصيل الإنسانية. إن ‘الكوميديا الإلهية’ ليست مجرد عمل أدبي، بل هي دعوة لإصلاح الذات وتفكر في مغزى الوجود، حيث تمتزج الثقافات والميثولوجيات، تاركة بصمة لا تُنسى في التاريخ الأدبي.
عن المؤلف
دانتي أليجييري هو شاعر إيطالي بارز، وُلد في فلورنسا عام 1265، ويُعتبر أحد رواد عصر النهضة الأوروبية. عُرف بلقب ‘أبي اللغة’ و’الشاعر الأعلى’، وترك إرثًا أدبيًا عظيمًا، من أبرز أعماله ‘الكوميديا الإلهية’، التي تُعتبر حجر الزاوية للأدب الإيطالي. تلقى دانتي تعليمه في المنزل، مما ساعده على تطوير اهتماماته الأدبية والسياسية، حيث كان ناشطًا قويًا في دعم الوحدة الإيطالية. بعد نفيه إلى مدينة رافينا بسبب انخراطه في الصراعات السياسية، واصل إنتاجه الأدبي، وأسهم في الفكر الأدبي والسياسي والفلسفي. توفي عام 1321، ودفن في رافينا، ولكن أُقيم له قبر تذكاري في فلورنسا، ليبقى خالداً في ذاكرة الأدب والثقافة.