عند تأليف هذا الكتاب، تقيّد المؤلف بأسئلة محددة: لماذا يتصرف الأذكياء بغباء؟ ما المهارات والنزعات التي تنقصهم ويمكن أن تفسر هذه الأخطاء؟ وكيف يمكننا اكتساب هذه السمات لحماية أنفسنا من الوقوع في هذه الأخطاء؟ ودرس هذه الأسئلة في كل مستوى من المجتمع، بدءًا من الأفراد وحتى الأخطاء التي تستشري في كبرى المنظمات.
يبدأ الجزء الأول من الكتاب بتعريف المشكلة؛ إذ يستكشف العيوب التي تشوب فهمنا للذكاء، وكيف يمكن لألمع العقول أن تخفق (بدءًا من إيمان آرثر كونان دويل المتشدد بالجِنيات وصولًا إلى تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي المشوب بالخلل في تفجيرات مدريد 2004)، ولماذا لا تُزيد المعرفة والخبرة هذه الأخطاء سوى تفاقمًا.
أما الجزء الثاني، فيقدّم الحلول لهذه المشكلات عن طريق استعراض الفرع المعرفي الجديد المُسمَى «الحكمة القائمة على الأدلة»، والذي يتناول النزعات الفكرية والقدرات المعرفية الأخرى التي تلعب دورًا محوريًّا في الاستدلال السليم، ويقدم أيضًا بعض الأساليب العملية لاكتساب هذه النزعات والقدرات. وأثناء ذلك، سوف نستكشف سبب فشل حدسنا في كثير من الأحيان وكيف يمكننا تصحيح هذه الأخطاء لصقل هذا الحدس. علاوةً على ذلك، يتناول المؤلف استراتيجيات لتجنب المعلومات المغلوطة والأخبار الزائفة لكي نكون قادرين على التأكد من أن خياراتنا قائمة على أدلة قوية.
ننتقل بعد ذلك في الجزء الثالث إلى علم التعلم والذاكرة. يواجه الأذكياء أحيانًا صعوبات في التعلم رغم مقدرتهم العقلية؛ فهم يصلون إلى نوع من الثبات في قدراتهم لا يعبِّر عن إمكاناتهم. ويمكن أن تساعد الحكمة القائمة على الأدلة في الخروج من هذه الحلقة المفرغة بتقديمها ثلاث قواعد للتعلم العميق. وإلى جانب مساعدتنا في تحقيق أهدافنا الشخصية، تفسر هذه الأبحاث الحديثة سبب نجاح أنظمة التعليم في شرق آسيا نجاحًا كبيرًا في تطبيق هذه المبادئ، وتوضح الدروس التي يمكن لنظام التعليم المدرسي في الغرب تعلمها من هذه الأنظمة ليُخرِّج أفراد أقدّر على التعلم وأكثر حكمة في التفكير.
عن المؤلف
ديفيد روبسون: محرر موضوعات رئيسية في مجلة «نيو ساينتيست».