في رواية «سقوط غرناطة»، يسلط فوزي المعلوف الضوء على آخر فصول الصراع الإسلامي في الأندلس، حيث تُصوَّر المشاهد المؤلمة لتشرذم المسلمين وضعفهم في مواجهة الخطر الإسباني المتزايد. يروي المعلوف قصة الملك عبد الله، الذي يركّز اهتمامه على صراعاته الشخصية مع البطل المغوار ابن حامد حول حبهم المشترك لدُريدة، متجاهلاً الخطر الذي يحيط بمملكته. عبر حبكة مليئة بالمكائد والأحداث الدرامية، تُظهر الرواية كيف أدت اللامبالاة إلى ضياع آخر معاقل المسلمين في غرناطة، مُشيدة بعبقرية المعلوف في سرد تلك اللحظات التاريخية الحرجة بأسلوب أدبي مشوق ومؤثر.
عن المؤلف
فوزي المعلوف شاعر لبناني بارز وُلِد عام 1899 في قرية زحلة، وهو ينتمي إلى عائلة أدبية عريقة. والده هو عيسى إسكندر طه المعلوف، المؤرخ المعروف، مما أثرى بيئته الثقافية. أظهر فوزي موهبة أدبية مبكرة، حيث بدأ القراءة في سن مبكرة وتلقى تعليمه في الكلية الشرقية ببلدته ثم في مدرسة الفرير في بيروت. عاش فوزي فترة من حياته في البرازيل، حيث التقى بشعراء المهجر وعاش معاناتهم. كان له إنتاج أدبي متميز، أبرز أعماله ملحمته ‘على بساط الريح’، التي اعتُبرت واحدة من مفاخر الأدب العربي، حيث مزجت بين الخيال الرفيع وجمال الشعر. عُرف بأسلوبه الشعري المميز ورؤيته العميقة، وقد تُرجِمت أعماله إلى عدة لغات. توفي عام 1930 إثر عملية جراحية، وكان عمره صغيرًا، لكن إرثه الأدبي ترك بصمة واضحة. تم تكريمه من قِبل الجالية العربية في البرازيل بإقامة منصة تذكارية له في زحلة، وحصل على وسام الاستحقاق اللبناني من الحكومة اللبنانية.