في هذه القصة الغامضة، والمؤثرة، يُصوِّر هيرمان ملڤل التمرُّد الهادئ لرجُلٍ عادي، ضد آلة الحياة الحديثة. تبدأ القصة عندما يتم توظيف نسَّاخ جديد، يُدعى بارتلبي، من قِبَل محامٍ يملك مكتبًا في شارع وولستريت الشهير في مانهاتن، نيويورك. يُبلي بارتلبي بلاءً حسنًا أول الأمر، ثم سرعان ما تظهر ‘مُقاومته السلبية’، والتي تتجلَّى في العبارة التي يُرددها كلما طُلِبَ منه أداء مهمة ما، فيقول: «أُفضِّل ألَّا أفعل»، ما يُثير الفوضى في أنحاء المكتب. ومع استمرار مُقاومة بارتلبي الصامتة، يجد المحامي نفسه متعاطفًا معه، غارقًا في تأمُّلٍ عميق لمعنى التعاطف، والاغتراب، وحدود التواصل الإنساني. وقد وصف بورخيس رائعة ملڤل «بارتلبي النسَّاخ»، قائلًا إنها ترسم حدود نوع أدبي سيُعيد فرانس كافكا اختراعه واستكشافه بدرجة أعمق، وكان يعني الأخيلة المتعلقة بالسلوك والمشاعر، أو كما يُطلَق عليها اليوم… القصص النفسية.
عن المؤلف
هيرمان ملڤل(1819-1891)، روائي وشاعر أمريكي، اشتُهِر بروايته «موبي ديك»، التي تُعَدُّ تحفة أدبية في الأدب العالمي. تميَّزت أعماله باستكشاف الطبيعة البشرية، والصراع مع القدَر، والاغتراب في العالم الحديث. أحمد القرملاوي، روائي وقاص ومترجم ومعماري مصري، من مواليد القاهرة 1978، صدرت له ست روايات ومجموعتان قصصيتان، وفازت أعماله الروائية بعدد من الجوائز الأدبية الهامة، كما ترجمت إلى العديد من اللغات. له إسهامات عدة في مجال الترجمة، منها كتاب ‘كافيهات.. إلخ’، رواية ‘يبدأ بنا’، وحادث كلب منتصف الليل’.