في كتاب «آلهة الأرض»، يقدم جبران خليل جبران عملًا أدبيًا أشبه بالملحمة، يجمع بين الخيال والفلسفة والمتعة والتشويق. يتخيل جبران وجود ثلاثة آلهة للأرض يتبادلون حوارًا شعريًا بليغًا حول الوجود الإنساني، هدف الحياة، والصعوبات التي يواجهها الإنسان خلال مراحل حياته المختلفة من الولادة إلى الطفولة والشباب وحتى الكهولة والموت والبعث والخلود. يعكس هذا الحوار اختلاف وجهات النظر وتنوع الفلسفات الوجودية، مما يقدم للقارئ قطعة فنية أدبية متميزة.
عن المؤلف
كان جبران خليل جبران أديبًا لبنانيًا متعدد المواهب، شاعرًا، وقاصًا، وفنانًا، لعب دورًا رئيسيًا في النهضة العربية، وبرز كأحد أهم رموز الأدب الرمزي. هاجر جبران من شمال لبنان إلى الولايات المتحدة الأمريكية في صغره، وتعرّض لمآسي فقد عائلته بسبب مرض السل، مما ترك أثرًا عميقًا في نفسه. لكنّ لقائه بالسيدة ‘ماري هاسكل’ شكّل نقطة تحوّل في حياته، إذ تبنّت موهبته ودعمته. تميّز جبران بأسلوبه الأدبي الفريد الذي جمع بين عمق التفكير، وغزارة الخيال، وبساطة التعبير، مع لمسة من الغموض والرمزية. وعلى غرار شعراء العصر العذري والرومانسي، احتّل الحب مكانة خاصة في حياة جبران، حيث عرف بعلاقات عديدة أشهرها علاقته الروحية مع الأديبة مي زيادة. أسس جبران ‘الرابطة القلمية’ مع مجموعة من الأدباء العرب بهدف تجديد الأدب العربي وتطويره. توفي جبران عام 1931 ودُفن في لبنان، ليتحول مكان دفنه إلى متحف يحمل اسمه ويخلّد إرثه الأدبي والفني.