يعتبر كتاب «دمعة وابتسامة» لجبران خليل جبران علامة فارقة في الأدب العربي الحديث. فهو أول نغمة من نوعها تُحدث تغييرًا في الأسلوب الأدبي العربي التقليدي، حيث امتاز بدقة بيانه وتراكيبه المخالفة للمألوف. مهد هذا الكتاب لظهور الحركة الرومانسية في الأدب العربي، مقدّمًا لونًا جديدًا تطرب له الآذان، وتسمو به القلوب، وتدهش به العقول من جمال خياله وعمق معانيه.
عن المؤلف
كان جبران خليل جبران أديبًا لبنانيًا متعدد المواهب، شاعرًا، وقاصًا، وفنانًا، لعب دورًا رئيسيًا في النهضة العربية، وبرز كأحد أهم رموز الأدب الرمزي. هاجر جبران من شمال لبنان إلى الولايات المتحدة الأمريكية في صغره، وتعرّض لمآسي فقد عائلته بسبب مرض السل، مما ترك أثرًا عميقًا في نفسه. لكنّ لقائه بالسيدة ‘ماري هاسكل’ شكّل نقطة تحوّل في حياته، إذ تبنّت موهبته ودعمته. تميّز جبران بأسلوبه الأدبي الفريد الذي جمع بين عمق التفكير، وغزارة الخيال، وبساطة التعبير، مع لمسة من الغموض والرمزية. وعلى غرار شعراء العصر العذري والرومانسي، احتّل الحب مكانة خاصة في حياة جبران، حيث عرف بعلاقات عديدة أشهرها علاقته الروحية مع الأديبة مي زيادة. أسس جبران ‘الرابطة القلمية’ مع مجموعة من الأدباء العرب بهدف تجديد الأدب العربي وتطويره. توفي جبران عام 1931 ودُفن في لبنان، ليتحول مكان دفنه إلى متحف يحمل اسمه ويخلّد إرثه الأدبي والفني.