صورة للفنان في شبابه لجيمس جويس هي رحلة أدبية عميقة تتناول تطور الهوية الشخصية والصراع الداخلي للفنان الشاب ستيفن ديدالوس، الذي يُعتبر بمثابة التجسيد الأدبي للكاتب نفسه. تدور الرواية حول استكشاف ستيفن لعالمه الداخلي في ظل القيود التي تفرضها عليه العائلة والدين والقومية. ينمو ستيفن في مجتمع أيرلندي تقليدي، ويتعلم منذ صغره أن يصبح قسيسًا. لكنه مع مرور الوقت يبدأ في التشكيك في تلك القيم الجمعية، ويشرع في البحث عن هويته الذاتية، متجاوزًا الحدود التقليدية للمجتمع بحثًا عن ذاته الحقيقية. هذه الرواية تُعَد جزءًا من سيرة جويس الذاتية، وتتناول مسيرة النضوج الفكري والفني لستيفن، حيث يصارع من أجل تشكيل ذاته بعيدًا عن القوالب المجتمعية التقليدية. من خلال لغة فنية وفلسفية عميقة، يُقدِّم جويس استكشافًا مذهلًا للعقل البشري وتيار الوعي، مما يجعل الرواية علامة بارزة في الأدب الحديث.
عن المؤلف
جيمس جويس، أحد أعظم الروائيين في القرن العشرين، ولد في دبلن، أيرلندا في عام 1882. اشتهر بتقنياته الأدبية الثورية واستخدامه لتيار الوعي، وهو أسلوب سردي يعرض التدفق الداخلي لأفكار الشخصيات. تلقى جويس تعليمه في مدرسة يسوعية صارمة، مما ترك بصمة قوية على نظرته إلى الدين، وهو موضوع شائع في أعماله. بعد دراسته الجامعية، انتقل جويس إلى باريس ثم عاد إلى أيرلندا، لكنه في النهاية انتقل إلى تريستا، إيطاليا، حيث كتب أعماله الرئيسية مثل ‘أناس من دبلن’ و**’صورة الفنان في شبابه’**. من أشهر أعماله أيضًا ‘يوليسس’، والتي اعتبرت واحدة من أهم الأعمال الأدبية في العصر الحديث. جويس كان دائمًا مثيرًا للجدل بين النقاد، حيث اُعتبر من أكثر الكتاب تأثيرًا في تطور الرواية الحديثة. توفي في 13 يناير 1941، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا كبيرًا.