ضرب الكليم هو ديوان شعري للشاعر والفيلسوف محمد إقبال، يتناول فيه آراءً ونظرات عميقة في مجالات الدين، التربية، الفن، الأدب، والسياسة. يتجاوز هذا العمل حدود العاطفة والخيال ليغوص في أعماق الفلسفة والفكر، موضحًا أن كل حقيقة كونية يمكن أن تُعبر عن نفسها شعريًا إذا ما رُسمت بعاطفة الإنسان وصور خياله. كتب الديوان باللغة الأردية، وتمت ترجمته إلى العربية بشكل متميز على يد الدكتور عبد الوهاب عزام، الذي حرص على الحفاظ على روح العمل ومعناه دون الإخلال بشكله أو مضمونه. إن «ضرب الكليم» يدعو القارئ إلى التأمل في العصر الحاضر، ويشكل إعلانًا جريئًا للبحث عن الحقيقة في عالم معقد.
عن المؤلف
محمد إقبال شاعر ومفكر وفيلسوف بارع، نجح في مزج الفلسفة، التي تُعتبر علمًا جافًا، بالشعر، الفن الراقي الجميل، مما جعله قادرًا على التأثير في عقول ووجدان قرائه. وُلِد عام 1873م في مدينة سيالكوت، إحدى مدن إقليم البنجاب في باكستان الحالية، في أسرة ذات أصول تعود إلى براهمة كشمير. كان والده شخصًا صالحًا ومتصوفًا، وقد أثر في إقبال منذ صغره، حيث نصحه بقراءة القرآن بفهم. بدأ تعليمه على يدي أبيه ثم التحق بالكتّاب لحفظ القرآن، تلاه التحاقه بمدرسة البعثة الأسكوتية حيث كان تحت رعاية صديقه مير حسن، الذي كان أستاذًا في الأدب الفارسي. حصل إقبال على درجة الليسانس في اللغتين العربية والإنجليزية ودرجة الماجستير في الفلسفة من الكلية الحكومية في لاهور. سافر إلى أوروبا عام 1905م، وحصل على دكتوراه الفلسفة عام 1908م، ثم اختير لتدريس التاريخ والفلسفة في جامعة لاهور وعمل أستاذًا للغة العربية في جامعة كمبريدج. أسهم إقبال في إثراء الفكر الإسلامي بمؤلفاته النثرية والشعرية، التي كتبها بالفارسية والأردية والإنجليزية، مثل ‘أسرار خود’ و’أرمغان حجاز’ (هدية الحجاز). توفي عام 1938م، تاركًا إرثًا أدبيًا وفكريًا غنيًا.