في هذا الكتاب، ينسج الكاتب من خلال أوراق المعرفة تأملات أدبية، أخلاقية، تاريخية، وفلسفية، تُشكل خلاصة أوقات فراغه وتفكيره العميق. يفتتح الكتاب بتمييز دقيق بين النقد الذاتي والنقد الموضوعي، مُعلنًا تفضيله الصريح للنقد الذاتي ومُبرزًا الفروق الجوهرية بين النقد العربي والغربي. يتجول بنا الكاتب في سير كتاب بارزين، مُظهرًا أثرهم العميق في ديوان المعرفة. ينتقل بعد ذلك إلى استعراض تراث مصر الحضاري والأثري، مُضيئًا على التأثير البعيد لهذه الحضارة في مفترق الطرق التاريخية. الجزء الثالث من الكتاب يغوص في المعارك الأدبية بين المدارس القديمة والحديثة، ويختتم بلمحات من الحضارة العربية والإسلامية التي تحفز القارئ على تقدير عمق وغنى هذا الإرث. كل ذلك يقدم بأسلوب يستحث الذهن ويثري الروح، مُحلقًا بالقارئ في رحلة عبر آفاق المعرفة والفكر.
عن المؤلف
محمد حسين هيكل، شخصية أدبية وسياسية مصرية بارزة، وُلِد في 1888 في محافظة الدقهلية، مصر. تتلمذ في مدارس الجمالية والخديوية وتخرج من مدرسة الحقوق المصرية. درس القانون في فرنسا، حيث حصل على درجة الدكتوراه. بعد عودته لمصر في 1912، انخرط في الصحافة ثم الأكاديمية، قبل أن يتفرغ للعمل السياسي. شغل مناصب بارزة مثل رئيس تحرير جريدة ‘السياسة’، رئيس لحزب الأحرار الدستوريين، وزير المعارف والشئون الاجتماعية، ورئيس مجلس الشيوخ. مؤلفاته في الأدب والتاريخ، مثل ‘حياة محمد’، قدمت مساهمات فكرية معتبرة، مُعززة بنظرة نقدية للحضارة الغربية التي عايش أفولها خلال الحروب العالمية والاستعمار. توفي هيكل في 1956، تاركًا إرثًا أدبيًا وفكريًا غنيًا ومؤثرًا.