في مجموعته القصصية هذه، يستلهم محمد حسين هيكل من الحياة المصرية المعاصرة له، مُحوّلًا تلك اليوميات الحياتية إلى متن فني يترجم خلجات وتطلعات المجتمع المصري. يتأمل هيكل في تحولات مصر السياسية، الاقتصادية، الثقافية، والعقائدية عبر طيف واسع من الأقصوصات التي تجسد الواقع بعمق وتأنٍ. تشكل كل قصة نافذة تطل منها على مرحلة مفصلية في التاريخ المصري، مانحًا إياها الصوت والصورة اللازمتين لتخليد هذه اللحظات في ذاكرة الأدب القومي. بقلمه المبدع، يخط هيكل لوحات أدبية تنبض بالحياة، وتقدم تحليلاً نقديًا لمرحلة تاريخية حيوية، ما يجعل من أقصوصاته هذه مرآة تعكس واقعًا مصريًا بكل تجلياته.
عن المؤلف
محمد حسين هيكل، شخصية أدبية وسياسية مصرية بارزة، وُلِد في 1888 في محافظة الدقهلية، مصر. تتلمذ في مدارس الجمالية والخديوية وتخرج من مدرسة الحقوق المصرية. درس القانون في فرنسا، حيث حصل على درجة الدكتوراه. بعد عودته لمصر في 1912، انخرط في الصحافة ثم الأكاديمية، قبل أن يتفرغ للعمل السياسي. شغل مناصب بارزة مثل رئيس تحرير جريدة ‘السياسة’، رئيس لحزب الأحرار الدستوريين، وزير المعارف والشئون الاجتماعية، ورئيس مجلس الشيوخ. مؤلفاته في الأدب والتاريخ، مثل ‘حياة محمد’، قدمت مساهمات فكرية معتبرة، مُعززة بنظرة نقدية للحضارة الغربية التي عايش أفولها خلال الحروب العالمية والاستعمار. توفي هيكل في 1956، تاركًا إرثًا أدبيًا وفكريًا غنيًا ومؤثرًا.