في عمله المؤثر، ‘ولدي’، يعكس محمد حسين هيكل تجربة شخصية عميقة الأثر عبر صفحات كانت في الأصل تنتظر أن تكون دليلاً سياحيًا تحت اسم ‘خلال أوروبا’. لكن بفقدانه ابنه ممدوح، تتحول الكتابة إلى رثاء وتأمل، حيث يتخلى هيكل عن العنوان الأول ليحمل الكتاب اسم ‘ولدي’، مُقدمًا إياه كهدية لروح فقيده. يمتزج الأدب بالألم في سرد يأخذنا في جولة عبر المدن الأوروبية التي زارها، مستلهمًا من كل بقعة زارها عبق الذكريات والفقد، مثل مقابر ميلانو التي استوقفته بجمالها الفني وباتت تذكرة بفن الحياة والموت. يصف هيكل مشاهد الرحلة بعين السائح المتأمل وبقلب أب فقد غاليه، فهو يجمع بين الإبداع الأدبي والتجربة الإنسانية في نسج قصة تحكي عن الحب، الفقد، والذكرى.
عن المؤلف
محمد حسين هيكل، شخصية أدبية وسياسية مصرية بارزة، وُلِد في 1888 في محافظة الدقهلية، مصر. تتلمذ في مدارس الجمالية والخديوية وتخرج من مدرسة الحقوق المصرية. درس القانون في فرنسا، حيث حصل على درجة الدكتوراه. بعد عودته لمصر في 1912، انخرط في الصحافة ثم الأكاديمية، قبل أن يتفرغ للعمل السياسي. شغل مناصب بارزة مثل رئيس تحرير جريدة ‘السياسة’، رئيس لحزب الأحرار الدستوريين، وزير المعارف والشئون الاجتماعية، ورئيس مجلس الشيوخ. مؤلفاته في الأدب والتاريخ، مثل ‘حياة محمد’، قدمت مساهمات فكرية معتبرة، مُعززة بنظرة نقدية للحضارة الغربية التي عايش أفولها خلال الحروب العالمية والاستعمار. توفي هيكل في 1956، تاركًا إرثًا أدبيًا وفكريًا غنيًا ومؤثرًا.