عند عودة المؤلف من بعثته الدراسية في فرنسا، التي أوصى بها عميد الأدب العربي طه حسين، كانت رأسه يحمل العديد من الأفكار الجديدة والثورية لدراسة أدبنا العربي وقراءته. كان ميلاً للمدرسة الفرنسية في النقد، التي تستخدم ‘المنهج التطبيقي’ في دراسة الأدب، حيث تقرأ النصوص وتفسرها بعيدًا عن تحكم النظريات العلمية، وتستقي من خلالها النظريات والمبادئ النقدية بمساعدة علوم اللغة. أراد أدبًا جديدًا يخرج من الأعماق ويخاطب العقل ويلمس الوجدان، يخلو من رطانة الخطابة وحذلقة الصناعة، فيصوغه الأديب من الحياة كأنه قطعة منها. يقدم مندور هذه الآراء والمعارك الأدبية الناتجة عنها في مجموعة من المقالات الرصينة التي نُشرت في كبريات المجلات الأدبية، ويجمعها في هذا الكتاب الذي يضعه بين يدي القارئ.
عن المؤلف
محمد عبد الحميد موسى مندور (1907 – 1965 م), ناقد أدبي وكاتب مصري متنوع, ولغوي. درس في كلية الحقوق وكلية الآداب بالجامعة المصرية في العشرينات, حيث برع في دراسته وتفوق في مجال الأدب العربي واللغة العربية. عاش مندور فترة حافلة بالمعارك السياسية والاجتماعية, وشهد انخراطه في الحركات الطلابية ضد الاستعمار الإنجليزي والحكومة المصرية. درس في الخارج, حيث استمر في تأليف الكتب والمقالات النقدية, وشارك في الصحافة والتدريس الجامعي. يُعتبر مندور واحدًا من رواد التفكير والنقد الأدبي في مصر, وترك تأثيرًا كبيرًا في مجال الأدب واللغة.