في رواية ‘على باب زويلة’، يقدم لنا محمد سعيد العريان قصة مثيرة تنسج خيوطها على خلفية نهاية عهد المماليك في مصر. تبدأ الأحداث بحالة من الظلم والاضطهاد الذي يعيشه التجار الروم وذويهم تحت حكم المماليك. أمير طومان باي، الذي يتمتع بشجاعة وجرأة، يقرر مواجهة هذا الظلم ويقوم باعتقال خازن الأموال وتعذيبه، مما يسبب أزمة كبيرة ويفتح المجال لتصعيد الصراعات. مع تصاعد الأحداث، نرى كيف تتحول هذه القضايا الشخصية إلى محرك أساسي لتغيير مجرى التاريخ. الرواية تأخذنا في رحلة مليئة بالإثارة والتشويق، حيث تندلع الحروب وتبدأ راية العثمانيين في الظهور على أرض مصر. في قلب هذه الأحداث، يتم إلقاء الضوء على صراعات السلطة والطموح، والتحديات التي تواجهها مصر في تلك الفترة الحاسمة. ‘على باب زويلة’ هي أكثر من مجرد رواية تاريخية؛ إنها لوحة فنية تعكس تقلبات العصور وتسلط الضوء على دور الأفراد في صناعة التاريخ. بفضل أسلوب العريان السردي الرائع، تنبض الرواية بالحياة وتمنح القارئ تجربة قراءة غنية وممتعة.
عن المؤلف
محمد سعيد العريان كان أحد كبار كتّاب مصر، تميز بكونه تربويًا مفكرًا وثوريًا، واشتهر برواياته التاريخية وإبداعه القصصي والفني للأطفال، حيث أصدر مجلة ‘السندباد’ التي كانت نوعًا أدبيًا فريدًا في عصره. وُلد في ديسمبر 1905 في محلة حسن بالمحلة الكبرى، وتلقى تعليمه في بيت علم ودين، وشارك في ثورة 1919. رغم اضطهاده، حصل على شهادته الثانوية والتحق بكلية دار العلوم وتخرج منها متفوقًا. رفض السفر إلى لندن لنيل الدكتوراه بناءً على طلب والدته. أحب قريبة له وتزوجها بعد ثماني سنوات، لكنها توفيت بعد أربع سنوات من زواجهما، مما أثر على كتاباته. كان صديقًا وتلميذًا لمصطفى صادق الرافعي، وترك للأدب العربي مسيرة أدبية حافلة شملت الرواية والقصة القصيرة والسياسة والتربية وأدب الأطفال والمقال وتحقيق التراث. توفي في يونيو 1964.