في رواية ‘قطر الندى’، يأخذنا محمد سعيد العريان في رحلة عبر الزمن إلى زمن الخلافة العباسية حيث تلتقي السياسة بالحب في إطار درامي رائع. قطر الندى، ابنة الوالي خمارويه بن أحمد بن طولون، تُزف إلى بغداد لتصبح زوجةً للخليفة المعتضد. هذه الزيجة ليست مجرد تحالف سياسي، بل جزء من خطة معقدة تهدف إلى تحقيق طموحات خمارويه في السيطرة على خراج مصر والقضاء على الدولة الطولونية. الرواية تكشف عن مزيج من التآمر والحب، حيث يحاول المعتضد الغدر بـ قطر الندى بعد أن فشلت خطته للهيمنة، لكنه يقع في أسر جمالها وذكائها. هذا الصراع بين الأهواء الشخصية والطموحات السياسية يعكس تأثير المال والمرأة على مجرى التاريخ. في ‘قطر الندى’، يتناول العريان تأثيرات القوة والجمال والذكاء في تشكيل الأحداث التاريخية، مبرزاً الصراع بين الطموحات الشخصية والولاء السياسي. الرواية ليست مجرد قصة حب، بل هي درس في السياسة، والمرأة، والتاريخ.
عن المؤلف
محمد سعيد العريان كان أحد كبار كتّاب مصر، تميز بكونه تربويًا مفكرًا وثوريًا، واشتهر برواياته التاريخية وإبداعه القصصي والفني للأطفال، حيث أصدر مجلة ‘السندباد’ التي كانت نوعًا أدبيًا فريدًا في عصره. وُلد في ديسمبر 1905 في محلة حسن بالمحلة الكبرى، وتلقى تعليمه في بيت علم ودين، وشارك في ثورة 1919. رغم اضطهاده، حصل على شهادته الثانوية والتحق بكلية دار العلوم وتخرج منها متفوقًا. رفض السفر إلى لندن لنيل الدكتوراه بناءً على طلب والدته. أحب قريبة له وتزوجها بعد ثماني سنوات، لكنها توفيت بعد أربع سنوات من زواجهما، مما أثر على كتاباته. كان صديقًا وتلميذًا لمصطفى صادق الرافعي، وترك للأدب العربي مسيرة أدبية حافلة شملت الرواية والقصة القصيرة والسياسة والتربية وأدب الأطفال والمقال وتحقيق التراث. توفي في يونيو 1964.