أناتول فرانس، أحد أعلام الأدب الفرنسي في القرن التاسع عشر، كان أديباً من الطراز الرفيع، تمتاز كتاباته بطابع فلسفي واجتماعي خاص، وروح حكيمة ومرحة في آنٍ واحد. يعكس موسوعيته الفكرية وقدرته على سبر أغوار النفس البشرية واستنطاق الطبيعة والكون. عمر فاخوري، المتأثر العميق بفرانس، يقدم في هذا الكتاب قبساً من أفكار وآراء هذا الأديب العظيم، متناولاً قضايا النفوس والأرواح، الحياة والموت، الحقيقة والخرافة، العلم والدين، الماضي والمستقبل، والتمدن والوحشية. إنه كتاب يمتع القارئ ويحمله على الفكر والتفكر، مقدماً نظرة عميقة على الأدب والفلسفة والحياة من منظور أحد أعظم أدباء القرن التاسع عشر.
عن المؤلف
عمر فاخوري هو أديب ومفكر وناقد لبناني بارز، ويُعتبر من رواد المدرسة الواقعية في النقد الأدبي الحديث وأحد أعلام النهضة في القرن العشرين. ولد في بيروت عام 1895، وتلقى تعليمه في الكلية العثمانية التي ساهمت في تشكيل وعيه القومي. انضم إلى جمعية العربية الفتاة وناضل ضد الحكم التركي، وكاد كتابه الأول ‘كيف ينهض العرب’ عام 1913 يعرضه للإعدام لولا تدخل والده. استمر فاخوري في نضاله ضد الاستعمار بكتاباته في جريدة ‘الحقيقة’ بتوقيع ‘مسلم ديمقراطي’، ودرس الصيدلة في المكتب الطبي العثماني حيث ألقى محاضرته الأولى. بعد انضمامه لحزب الاستقلال في دمشق، سافر إلى باريس لدراسة الحقوق، وأتقن الفرنسية وأثرى نفسه ثقافيًا وفكريًا. عاد إلى بيروت ليعمل في المحاماة وينخرط في الحركة الكشفية ويترجم العديد من المؤلفات، وانتُخب عضوًا في المجمع العلمي بدمشق. أصدر العديد من الكتب والمقالات النقدية، وكان ناشطًا في مكافحة النازية. توفي عام 1946 إثر إصابته بمرض اليرقان.