في رواية تتناول مشاعر الحب وخيانته وتقلبات القدر، يتحدث السرد عن استيفن، الذي وفاؤه لمحبوبته ماجدولين يُعرضه لأقسى أنواع الخيانة، حيث تتزوج ماجدولين بصديقه المقرب إدوار، طامعة في ثروته. تتوالى الأحداث المأساوية وتدور عجلة الزمن ليفقد إدوار ثروته وينتهي به المطاف بالانتحار، تاركًا زوجته في شظف من العيش وغرقًا في الديون. في هذه اللحظات العصيبة، تلجأ ماجدولين إلى استيفن معبرة عن ندمها وطالبة الغفران، لكن استيفن، الذي ورث ثروة وأصبح غنيًا، يُظهر سمو كرامته على الرغم من حبه العميق، فيرفض قبول توبتها ولكن لا يتوانى عن مساعدتها ماديًا. في نهاية المطاف، تنهي ماجدولين حياتها بالانتحار، غير قادرة على تحمل وزر أفعالها، ويُدرك استيفن بأن حبه لم يفتر يومًا، فيلحق بها بالموت، ويترك وصية بأن يُدفن بجانبها؛ ليؤكد أنه إن لم يجمعهما القدر في الحياة، فسيجمعهما في الممات.
عن المؤلف
مصطفى لطفي المنفلوطي، أديب ومؤلف مصري ولد عام 1876 في منفلوط بأسيوط، من عائلة عرفت بالعلم والتقوى. بدأ تعليمه في كتّاب القرية حيث حفظ القرآن في سن العاشرة، ثم تابع تعليمه في الأزهر لمدة عشر سنوات، وخلال هذه الفترة، تعمق في العلوم الدينية والعربية ووجد شغفًا خاصًا بالأدب. بعد وفاة معلمه محمد عبده، عاد المنفلوطي إلى بلدته حيث أمضى سنوات في دراسة التراث الأدبي والكلاسيكيات. اشتهر بأسلوبه الأدبي الفريد وتنوعت مؤلفاته بين النثر والشعر، ومن أشهر أعماله ‘النظرات’ و’العبرات’ التي مثلت قمة البلاغة في الأدب العربي الحديث. توفي في 1924، تاركًا إرثًا ثقافيًا وأدبيًا غنيًا.