يأخذنا كتاب ‘الكيمياء عند العرب’ في رحلة تاريخية شيقة لاستكشاف إسهامات العلماء العرب في مجال الكيمياء، الذين مهّدوا الطريق للعلم الحديث. يسلط الضوء على شخصيات بارزة مثل ‘جابر بن حيان’ الذي لُقِّب بأبي الكيمياء، و’ابن سينا’، و’الفارابي’، وغيرهم ممن نجحوا في تخليص الكيمياء من الخرافات المرتبطة بالسحر والشعوذة، ووضعوا الأسس العلمية الدقيقة للتجارب والتحليل. يُظهر الكتاب كيف أن الكثير من اكتشافاتهم ونظرياتهم سبقت ما توصّل إليه العلم الحديث بقرون، مما يجعل إرثهم العلمي جزءًا لا يتجزأ من تطور الكيمياء.
عن المؤلف
روحي الخالدي هو باحث ومؤرخ فلسطيني بارز، يُعتبر رائد البحث التاريخي الحديث في فلسطين في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. وُلد محمد روحي الخالدي في القدس عام 1864 لعائلة ذات خلفية قضائية، حيث تلقى تعليمه في القدس ثم درس في لبنان وتركيا. في عام 1887، التحق بالمكتب الملكي السلطاني في الأستانة لدراسة الإدارة والعلوم السياسية، وتخرج عام 1893. بعد العودة إلى القدس، بدأ بالتدريس، لكنه سافر مرة أخرى إلى تركيا ثم إلى باريس لدراسة فلسفة العلوم الإسلامية. كان الخالدي يجيد العربية والتركية والفرنسية، وشارك في مؤتمر المستشرقين في باريس عام 1897. عُين قنصلًا عامًا في بوردو عام 1898، وكتب مقالات معرفية في مجلة ‘الهلال’ مستخدمًا اسم ‘المقدسي’ لتجنب التعرف عليه. شارك في الانقلاب الدستوري عام 1908 كعضو مؤسس في جمعية ‘الاتحاد والترقي’. عاد إلى القدس وانتخب نائبًا عن المدينة في مجلس النواب العثماني، لكنه توفي عام 1913 متأثرًا بمرض التيفوئيد، ودُفن في الأستانة. خلف وراءه مؤلفات مهمة، منها ‘أسباب الانقلاب العثماني وتركيا الفتاة’ و’الكيمياء عند العرب’، إلى جانب مقالات تاريخية جمع بعضها في كتاب بعنوان ‘تاريخ علم الأدب عند الإفرنج والعرب وفيكتور هوجو’.