في كتاب ‘غدًا نقفل المدينة’، يأخذنا الأديب اللبناني سعيد تقي الدين في رحلة غامضة إلى أعماق مدينة تفيض بالأسرار. العنوان بحد ذاته يُثير الفضول: لماذا نقفل المدينة؟ ولماذا غدًا؟ خلال استعراض قصصه، ينقلنا تقي الدين بين لبنان والفلبين، حيث عاش تجاربه وكتب مذكراته. بواقعية ممتزجة ببعض السخرية، يعرض قصصًا من صميم الحياة اليومية لأشخاص عاديين، أحيانًا بطابع فلسفي وأحيانًا بمقاربة ساخرة. من حديث عن ‘رامز’ الذي نجت حياته بفضل قنبلة ذرية، إلى زلازل حقيقية وأخرى نفسية، يمنحنا تقي الدين رؤيةً مميزة عن الاغتراب والتجارب الإنسانية العميقة في مدن قد نغلقها غدًا أو نفتح أبوابها على مصراعيها.
عن المؤلف
سعيد تقي الدين كان أديبًا ومسرحيًا لبنانيًا وُلد في بعقلين عام 1904م. تلقى تعليمه في لبنان والتحق بالجامعة الأمريكية هناك، حيث تخرج عام 1925م. خلال دراسته، انضم إلى جمعية ‘العروة الوثقى’ وتولى عدة مناصب فيها حتى أصبح رئيسها ومدير تحرير مجلتها. بدأ تقي الدين الكتابة المسرحية في شبابه، وألَّف مسرحية ‘لولا المحامي’ في العشرين من عمره. بعد هجرته إلى الفلبين، نضج أسلوبه الأدبي وألَّف مسرحيات شهيرة مثل ‘نخب العدو’ و’حفنة ريح’. عُيِّن قنصلًا فخريًا للبنان في الفلبين عام 1946م، وانتمى في الخمسينيات إلى ‘الحزب القومي السوري’. بعد عدة تضييقات، هاجر إلى المكسيك ثم إلى كولومبيا حيث عاش بقية حياته. تُوفي في كولومبيا عام 1960م.