يجسّد هذا الكتاب رؤى أبرز الفلاسفة في عالم الأحلام، إذ ينغمس القارئ في الحلم الذي يدفع الإنسان إلى السعي وراء ‘اليوتوبيا’ أو ‘المدينة الفاضلة’، فهي الهدف الذي لا يفقد إشراقه في قلب الإنسان حتى اليوم. يأخذنا الكتاب في رحلة عبر التاريخ الطويل لهذا الحلم العظيم، حيث بدأه أفلاطون في العصور القديمة، ثم استمرت رحلته مع توماس مور في عصر النهضة، ومن ثم جاءت الأحلام والأفكار المتتالية التي رسمت صوراً لمدينة مثالية ووضعت أسساً لنظامها. يتجلى تفرّد هؤلاء الفلاسفة في اختيارهم للنظام ‘التضامني’، الذي اعتبروه السبيل لتحقيق اليوتوبيا، سواء كان ذلك من خلال الملكية المشتركة لرأس المال أو التصدي للثورة الصناعية بأسلوب الاشتراكية والشيوعية. وفي هذا السياق، يطرح سلامة موسى حلمه بإنشاء ‘خيمى’، المدينة الفاضلة المصرية، محاولاً تحقيق اليوتوبيا على أرض الواقع. حقاً، تختلف تسميات المدن في خيال الفلاسفة، ولكنها تتفق في الحلم الذي يجمعهم.
عن المؤلف
سلامة موسى، مفكر وكاتب مصري رائد، وُلِدَ في عام 1887 بقرية بهنباي بالزقازيق. يُعد من أوائل المروجين للفكر الاشتراكي في مصر وداعياً للتغرب والانفتاح على الثقافة الغربية لتحقيق نهضة المجتمع المصري. درس في المدرسة التوفيقية والمدرسة الخديوية في القاهرة، وتابع تعليمه العالي في فرنسا وإنجلترا حيث اطلع على الفلسفات والعلوم الغربية. عُرف بتأثره بنظريات داروين وكتب عديدة في النقد الاجتماعي والديني، وتبنى بعض الأفكار العنصرية السائدة في ذلك الوقت. ألّف كتبًا أثارت جدلًا واسعًا وترك إرثًا فكريًا وأدبيًا معقدًا تراوح بين الإعجاب والانتقاد الشديد. توفي في عام 1958، تاركًا بصمة لا تُمحى في تاريخ الفكر المصري.