يغوص كتاب سلامة موسى في أعماق الحب، تلك التجربة الميتافيزيقية التي لطالما شغلت عقول وقلوب البشرية عبر العصور. في هذا العمل، يستكشف موسى معاني الحب وتجلياته المختلفة كما عُبر عنها في الشعر، الأدب، الفن، الفلسفة والعلوم، حيث يقدم كل مجال رؤيته الفريدة التي تنم عن فهم عميق وشخصي لهذه الظاهرة الإنسانية الأزلية. ينتقل الكتاب بين العواطف الجياشة التي صاغها الشعراء في قصائدهم، والتأملات العميقة التي قدمها الفلاسفة، والتحليلات العلمية التي سعت لفهم آليات الحب بيولوجيًا ونفسيًا. يُظهر موسى كيف أن الحب، رغم تناوله الواسع، لا يزال يحتفظ بغموضه وسحره، مقدمًا اجتهادًا فريدًا يكشف عن البُعد الرأسي العميق للحب في نفس الإنسان وامتداده الأفقي عبر التاريخ من خلال شخصيات وأحداث لا تُنسى.
عن المؤلف
سلامة موسى، مفكر وكاتب مصري رائد، وُلِدَ في عام 1887 بقرية بهنباي بالزقازيق. يُعد من أوائل المروجين للفكر الاشتراكي في مصر وداعياً للتغرب والانفتاح على الثقافة الغربية لتحقيق نهضة المجتمع المصري. درس في المدرسة التوفيقية والمدرسة الخديوية في القاهرة، وتابع تعليمه العالي في فرنسا وإنجلترا حيث اطلع على الفلسفات والعلوم الغربية. عُرف بتأثره بنظريات داروين وكتب عديدة في النقد الاجتماعي والديني، وتبنى بعض الأفكار العنصرية السائدة في ذلك الوقت. ألّف كتبًا أثارت جدلًا واسعًا وترك إرثًا فكريًا وأدبيًا معقدًا تراوح بين الإعجاب والانتقاد الشديد. توفي في عام 1958، تاركًا بصمة لا تُمحى في تاريخ الفكر المصري.