في هذا الكتاب الفكري العميق، يناقش سلامة موسى الثقافة كفعل فكري ثنائي الاتجاه؛ يتجه الأول نحو توسيع آفاق المعرفة دون حدود، بينما يدفع الثاني الفرد لخلق رؤى ثقافية يشاركها مع الآخرين بلا قيود. يطرح موسى رؤيته المتحررة من القيود الثقافية التقليدية للشرق ويفتح أذرعه للتأثيرات الغربية، واصفاً قيمها الأخلاقية والمادية بأنها أرقى. على الرغم من أن هذا النهج قد جعل منه شخصية مثيرة للجدل، وجد فيه مؤيدوه مفكراً تنويرياً ورائداً. نشر الكتاب لأول مرة عام 1928، وما زال يعتبر نصاً مرجعياً ضد المعارضين لتوجهاته الفكرية، حيث يرون فيه مثالاً على التغريب السلبي. هذا الكتاب يمثل دعوة للنقاش والتفكير في كيفية تأثير الثقافات المتبادلة بين الشرق والغرب ويستحق القراءة للتعمق في فهم ديناميكيات التبادل الثقافي.
عن المؤلف
سلامة موسى، مفكر وكاتب مصري رائد، وُلِدَ في عام 1887 بقرية بهنباي بالزقازيق. يُعد من أوائل المروجين للفكر الاشتراكي في مصر وداعياً للتغرب والانفتاح على الثقافة الغربية لتحقيق نهضة المجتمع المصري. درس في المدرسة التوفيقية والمدرسة الخديوية في القاهرة، وتابع تعليمه العالي في فرنسا وإنجلترا حيث اطلع على الفلسفات والعلوم الغربية. عُرف بتأثره بنظريات داروين وكتب عديدة في النقد الاجتماعي والديني، وتبنى بعض الأفكار العنصرية السائدة في ذلك الوقت. ألّف كتبًا أثارت جدلًا واسعًا وترك إرثًا فكريًا وأدبيًا معقدًا تراوح بين الإعجاب والانتقاد الشديد. توفي في عام 1958، تاركًا بصمة لا تُمحى في تاريخ الفكر المصري.