موسوعة مصر القديمة (الجزء الثاني) تكمن فيها أسرار مدن مصر وثقافتها خلال الدولة القديمة والعهد الإهناسي. كما لو كان الباحث في تاريخ الحضارة المصرية يعيش كما السائح الذي يستكشف المفازات الجميلة والوديان الخلّابة. يمر الباحث بتلك المناطق الشاسعة ويستمتع برؤية العيون التي تنبع منها المياه العذبة والمناظر الطبيعية الساحرة. وفي هذه الرحلة، قد يجده نفسه يسير لمسافات طويلة في الرمال القاحلة والصحاري الجافة، ولكنه لا يفقد الأمل، إذ قد تتوالى العيون النقية التي ترسم ملامح الأمل على وجهه. وعندما يجد الباحث نقطة استراحة في واد خصب، يستمتع بأنسجامه مع الطبيعة ويعيش لحظات تأمل وسكون. إن هذه الرحلة تشبه بحق رحلة المؤرخ الذي يسعى لكشف أسرار الحضارة المصرية القديمة. إن المصادر التاريخية الأصلية محدودة ومتناثرة، وقد تكون هناك فجوات كبيرة بين الأحداث والمعلومات. لذلك، يجد المؤرخ نفسه في بعض الأحيان محدودًا في فهم جوانب أخرى من ذلك العصر. قد تكون الأبواب موصدة والمعلومات مفقودة، ولكنه لا يزال يستمر في البحث عن هذه الأسرار التي تبقى مدفونة تحت تراب مصر الذي لم يكشف عنها بعد.
عن المؤلف
سليم حسن، أحد أعلام المصريين في علم الآثار، قدّم العديد من الدراسات الرائدة في هذا المجال، منها عمله الأبرز ‘موسوعة مصر القديمة’ التي تتألف من ثمانية عشر جزءًا. حقق حسن العديد من الاكتشافات الأثرية في المنطقة المحيطة بأهرامات الجيزة، ولذلك أطلق عليه لقب ‘عميد الأثريين المصريين’. وُلد سليم حسن في عام ١٨٩٣م بقرية ميت ناجي التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، وبالرغم من وفاة والده وهو صغير، إلا أن والدته أصرت على تعليمه ورعايته. درس في مدرسة المعلمين العليا وتخصص في علم الآثار، ثم سافر إلى فرنسا لمتابعة دراسته وحصل على شهادات ودبلومات عديدة في مجال علم الآثار واللغات الشرقية. عاد إلى مصر وبدأ أعمال التنقيب في منطقة الهرم، حيث اكتشف العديد من المقابر والقطع الأثرية الهامة. عُين وكيلاً عاماً لمصلحة الآثار المصرية، مما جعله أول مصري يتولى هذا المنصب ويكون مسؤولاً عن كل آثار البلاد. توفي سليم حسن في عام ١٩٦١م، حيث ترك إرثاً علمياً هاماً في مجال الآثار والتاريخ المصري القديم.