تُعد رواية ‚زنبقة الغور‘ قطعة أدبية فريدة شكّلت نقطة تحول حاسمة في تاريخ الأدب الروائي العربي، حيث تخلت عن أسلوب المقامات والسجع الذي كان سائداً لتفسح المجال أمام بناء فني يتماشى مع روح العصر. مستلهمة من أعمال الرومانسيين الكلاسيكيين مثل فيكتور هيغو وألكسندر دوماس، تتسم الرواية بتعقيدات الأحداث وانتشارها عبر الأقطار من الناصرة إلى باريس ومن ثم إلى لبنان وعكا، مُحاكيةً الدراما الإنسانية في جميع أبعادها. تُظهر الرواية العواقب المأساوية للغدر والخيانة حيث تُترك امرأة وابنتها لمصيرهما بعد الاستسلام لوعود الحب الكاذبة، موضحة بذلك الأبعاد الاجتماعية والأخلاقية للزمن الذي كتبت فيه.
Über den Autor
أمين الريحاني، مفكر وأديب وروائي لبناني، ومن أبرز الشخصيات الرائدة في مجال الإصلاح الاجتماعي والفكر العربي خلال الفترة الممتدة بين أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. لقب بالريحاني نسبة إلى الريحان الذي كان يحيط بمنزله. أبدع الريحاني في مجموعة متنوعة من الأجناس الأدبية مثل الشعر، الرواية، المقال، المسرح، السير الذاتية، وأدب الرحلات، بالإضافة إلى تأليفه في مجالات معرفية أخرى مثل الفلسفة، التاريخ، الاقتصاد، الاجتماع، والجغرافيا. كان أيضًا رسام كاريكاتير وممثل. عرف بمسيرته النضالية ضد الاحتلال الفرنسي ودعمه لاستقلال لبنان، مستخدمًا ثقافته الموسوعية في الدفاع عن قضايا وطنه. تُوفِّي الريحاني عام 1940، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا وعلميًا غزيرًا.