حتى منتصف القرن التاسع عشر, لم تكن الثقافة العربية تعرف فن المسرح, الذي كان سائدًا في أوروبا والذي انطلق من مسرح الأساطير الوثنية في زمن الحضارة اليونانية القديمة, وتطور في المسرح الديني في العهود المسيحية, وشهد تطورًا كبيرًا في عصور النهضة والتنوير الأوروبيين حتى أصبح فنًا ناضجًا. بينما واجه المسرح العربي العديد من المشكلات والتحديات التي أبطأت من مسيرته وتأخره كفن مستقل. اعتبره البعض دخيلًا على الثقافة العربية وبدعة غربية تستهدف القيم والأخلاق الشرقية. وكان للمسرح النثري منافسة قوية من المسرح الغنائي الذي لاقى إعجاب الجمهور في البداية, وغالبًا ما كانت لغة المسرحيات عامية وركيكة تُسيطر عليها الابتذال. يروي لنا المؤلف محمد مندور عن هذه التحديات والتطورات في عالم المسرح العربي.
Über den Autor
محمد عبد الحميد موسى مندور (1907 – 1965 م), ناقد أدبي وكاتب مصري متنوع, ولغوي. درس في كلية الحقوق وكلية الآداب بالجامعة المصرية في العشرينات, حيث برع في دراسته وتفوق في مجال الأدب العربي واللغة العربية. عاش مندور فترة حافلة بالمعارك السياسية والاجتماعية, وشهد انخراطه في الحركات الطلابية ضد الاستعمار الإنجليزي والحكومة المصرية. درس في الخارج, حيث استمر في تأليف الكتب والمقالات النقدية, وشارك في الصحافة والتدريس الجامعي. يُعتبر مندور واحدًا من رواد التفكير والنقد الأدبي في مصر, وترك تأثيرًا كبيرًا في مجال الأدب واللغة.