في رحلة عبر عصور الأدب والفن، ظهرت العديد من التجارب الأدبية التي أصبح لزامًا تقييمها وتحديد جودتها، وهكذا نشأت فنون النقد الأدبي. ولم يكتمل هذا المفهوم إلا في العصور الحديثة، حيث وضع الفيلسوف الإغريقي أرسطو نظرية فلسفية لنقد مختلف أنواع الفنون، وتطوّرت تلك النظرية مع ظهور نظريات أخرى أكثر دقة وتوسعًا في الحكم على الفنون. يكشف محمد مندور في مؤلفه ‚النقد والنقاد المعاصرون‘ عن العديد من الأبحاث والدراسات التي قام بها كبار الأدباء قبل أن يصبحوا نقادًا، مثل ميخائيل نعيمة الذي تميز بنقده البناء، وعباس محمود العقاد الذي اتّبع منهجًا نقديًّا في دراسته للآداب والفنون، حيث ترك العديد من المقالات النقدية القيمة.
Über den Autor
محمد عبد الحميد موسى مندور (1907 – 1965 م), ناقد أدبي وكاتب مصري متنوع, ولغوي. درس في كلية الحقوق وكلية الآداب بالجامعة المصرية في العشرينات, حيث برع في دراسته وتفوق في مجال الأدب العربي واللغة العربية. عاش مندور فترة حافلة بالمعارك السياسية والاجتماعية, وشهد انخراطه في الحركات الطلابية ضد الاستعمار الإنجليزي والحكومة المصرية. درس في الخارج, حيث استمر في تأليف الكتب والمقالات النقدية, وشارك في الصحافة والتدريس الجامعي. يُعتبر مندور واحدًا من رواد التفكير والنقد الأدبي في مصر, وترك تأثيرًا كبيرًا في مجال الأدب واللغة.