في روايته ‚بنت قُسطنطين’، يغوص محمد سعيد العريان في أعماق التاريخ ليروي لنا قصة مثيرة تجمع بين القوة السياسية والعواطف الإنسانية. تأخذنا الرواية إلى زمن الفتح العربي للقسطنطينية، حيث يتداخل التاريخ مع الخيال في سرد ملحمي يتناول حياة اثنتين من بنات قسطنطين اللتين أسرتا من قبل العرب. من خلال هذه الرواية، نستكشف صراعات المجتمع العربي الأموي الذي كان يقدس النسب والعرق، ويستعرض كيف أن النسب الرومي لمناضل مثل ‚مسلمة بن عبد الملك‘ يحد من فرصه في قيادة المسلمين رغم كفاءته. يتم تسليط الضوء على الصراعات الداخلية والتحديات التي تواجه الشخصيات الرئيسية، وكيف أن القيم الإنسانية مثل الحب والعلاقات تتفوق على القوانين والأوامر العسكرية. تُعد هذه الرواية نافذةً لرؤية الحياة العربية في القرن الهجري الأول، وتقدم تجربة قراءة غنية تجمع بين الواقع والتاريخ والخيال بأسلوب مشوق.
Über den Autor
محمد سعيد العريان كان أحد كبار كتّاب مصر، تميز بكونه تربويًا مفكرًا وثوريًا، واشتهر برواياته التاريخية وإبداعه القصصي والفني للأطفال، حيث أصدر مجلة ‚السندباد‘ التي كانت نوعًا أدبيًا فريدًا في عصره. وُلد في ديسمبر 1905 في محلة حسن بالمحلة الكبرى، وتلقى تعليمه في بيت علم ودين، وشارك في ثورة 1919. رغم اضطهاده، حصل على شهادته الثانوية والتحق بكلية دار العلوم وتخرج منها متفوقًا. رفض السفر إلى لندن لنيل الدكتوراه بناءً على طلب والدته. أحب قريبة له وتزوجها بعد ثماني سنوات، لكنها توفيت بعد أربع سنوات من زواجهما، مما أثر على كتاباته. كان صديقًا وتلميذًا لمصطفى صادق الرافعي، وترك للأدب العربي مسيرة أدبية حافلة شملت الرواية والقصة القصيرة والسياسة والتربية وأدب الأطفال والمقال وتحقيق التراث. توفي في يونيو 1964.