في كتابه الذي يُعدّ مرجعًا هامًا لفهم واحدةٍ من أهمّ الفترات في التاريخ الصينيّ الحديث، يُقدّم لنا ‚ريتشارد كيرت كراوس‘ في ‚الثورة الثقافية الصينية‘ تحليلًا مُعمّقًا لِعقدٍ من التحوّلات الجذرية التي شهدتها الصين بين عامي 1966 و 1976. وبعيدًا عن التركيز على شخصيةِ ‚ماو تسي تونغ‘ كَقائدٍ أحاديّ للثورة، يتّخذ كراوس مقاربةً أكثر شموليةً، رابطًا بين سياساتِ النّخبة في بكين وبين التغيّراتِ العميقة التي طرأت على المجتمع والثقافة الصينيّيْن. ويُسلّط الكتابُ الضوءَ على التحوّلات الجذرية التي شهدتها الحياة اليومية للصينيّين في مختلف مناحيها، من العمل إلى الاقتصاد إلى العلاقات الاجتماعية. ولا يُغفل كراوس عن وضعِ الثورة الثقافية في سياقها العالميّ، مربطًا بينها وبين حركاتِ الشبابِ الراديكاليةِ التي اجتاحت العالم في ستينيات القرن الماضي، كما يُحلّل تأثيرها على العلاقات الدولية، وخاصّةً العلاقة بين الصين والولايات المتحدة.
Über den Autor
ريتشارد كيرت كراوس: أستاذ فخري في العلوم السياسية بجامعة أوريجون، ومؤلف كتاب «البيانو والسياسة في الصين».