موسوعة مصر القديمة (الجزء الرابع عشر) تستكمل رحلتنا في عمق التاريخ، حيث نشهد عهد الإسكندر الأكبر والبداية الزاهية لحكم البطالمة في أرض مصر. يمكن تشبيه الباحث في تاريخ الحضارة المصرية بالسائح الذي يستكشف مفازات ذات أطراف مترامية، تنبعث منها عيون ماء حية تروي عطشه وتمنحه القوة ليواصل رحلته. يجتاز السائح الرمال القاحلة والصحاري المالحة، محملاً بما يحمله من آخر عين غادرها، ويستمر في طريقه حتى يجد واديًا خصبًا يمنحه المياه والزاد. هكذا يسير هذا السائح، وهكذا يؤرخ المستكشف نفسه لحضارة شهدت بزوغ نجم الإسكندر الأكبر وبداية عهد البطالمة. المصادر الأصلية لهذه الحقبة تكاد تكون ضئيلة ومتشققة، وقد تتعثر الأبواب أمام المستكشف حين يحاول الوصول إلى تلك النواحي الغير معروفة من تاريخها، فقد يجدها موصدة في وجهه. إن أسرار هذه الفترة ما زالت مدفونة تحت تراب مصر، في انتظار من سيكشف عنها.
Über den Autor
سليم حسن، أحد أعلام المصريين في علم الآثار، قدّم العديد من الدراسات الرائدة في هذا المجال، منها عمله الأبرز ‚موسوعة مصر القديمة‘ التي تتألف من ثمانية عشر جزءًا. حقق حسن العديد من الاكتشافات الأثرية في المنطقة المحيطة بأهرامات الجيزة، ولذلك أطلق عليه لقب ‚عميد الأثريين المصريين‘. وُلد سليم حسن في عام ١٨٩٣م بقرية ميت ناجي التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بمصر، وبالرغم من وفاة والده وهو صغير، إلا أن والدته أصرت على تعليمه ورعايته. درس في مدرسة المعلمين العليا وتخصص في علم الآثار، ثم سافر إلى فرنسا لمتابعة دراسته وحصل على شهادات ودبلومات عديدة في مجال علم الآثار واللغات الشرقية. عاد إلى مصر وبدأ أعمال التنقيب في منطقة الهرم، حيث اكتشف العديد من المقابر والقطع الأثرية الهامة. عُين وكيلاً عاماً لمصلحة الآثار المصرية، مما جعله أول مصري يتولى هذا المنصب ويكون مسؤولاً عن كل آثار البلاد. توفي سليم حسن في عام ١٩٦١م، حيث ترك إرثاً علمياً هاماً في مجال الآثار والتاريخ المصري القديم.