هارون الرشيد، الخليفة العباسي الأكثر شهرة، يتألق في ذاكرة التاريخ ليس فقط بسبب ما نُسج حوله من حكايات في ‘ألف ليلة وليلة’، بل لما شهده عصره من نهضة علمية وأدبية لافتة. في هذا الكتاب، يستعرض المؤلف الأزمان الذهبية لهارون الرشيد، حيث أثرى المجالس بحضور الشعراء والأدباء والعلماء، وشهدت الدولة الإسلامية ازدهاراً في التجارة الخارجية وتوسعت العلاقات السياسية مع ممالك أوروبا، مما انعكس في الهدايا النفيسة التي أهداها للإمبراطور شارمان، مظهرًا بها رقي الحضارة العربية. يغوص الكتاب أيضًا في الأحداث السياسية البارزة كصعود البرامكة ونفوذهم، ومحنتهم الشهيرة التي وقعت عندما انقلب الخليفة ضدهم، مما يوفر قراءة متعمقة ومشوقة لهذا العهد الفريد من التاريخ الإسلامي.
Sobre el autor
أحمد أمين، شخصية فكرية بارزة في النصف الأول من القرن العشرين، وُلد في القاهرة عام 1886. تخرج في الأزهر ثم انتقل للتدريس في عدة مدارس قبل أن يتولى منصب مدرس بمدرسة القضاء الشرعي. اشتهر بأعماله الفكرية التي تجمع بين النقد الأدبي والفلسفة والتاريخ، وقد أسهم في تجديد الفكر الإسلامي. اختير لتدريس النقد الأدبي بكلية الآداب بجامعة القاهرة في 1926، وأصبح عميدًا للكلية لاحقًا. برز من خلال موسوعته عن الحضارة الإسلامية التي شملت ‘فجر الإسلام’ و’ضحى الإسلام’ و’ظهر الإسلام’. توفي عام 1954، تاركًا إرثًا فكريًا ثريًا يُعتبر مرجعًا في الأدب والفلسفة الإسلامية.