بعد وفاة الشيخ عبد الصمد وبعد احتراق البيت الذي كان يعيش فيه ‘فتحى’ مع أبيه ، صار ‘فتحى’ بلا مأوى.. فصار يبيت في أحد ملاجيء الغارات الجوية ، وكانت الشرطة اليابانية تستدعى ‘فتحى’ ومن هم في سنه من الصبية في المنطقة المحيطة بقسم الشرطة وتجبرهم على القيام بأعمال إزالة ركام الأبنية والبيوت الخشبية المتفحمة من جراء الغارات الجوية . وفي وقت الظهيرة كانت الشرطة تجمعهم في قاعة قسم الشرطة لتصرف لهم وجبة غده تعيسة ، رغم أن الصبية كانوا يمنون أنفسهم بالتموين الخاص الممتاز، حيث الأرز المسلوق المخلوط بالبطاطس والفول الصويا الى جانب الفجل المجفف ، وكان المشروب الساخن هو المه الدافئ فقط . وكان الأرز البائت الذي يسلق قبل موعد الغدا في ليلة اليوم السابق والذى يقدم لهم قد أصابه العفن مع دف جو الصيف فيلحظ ‘فتحى’ حين يرفع كتلة من الأرز بعصى الأكل تلك الخيوط المخاطية الطويلة تتدلى من الأرز كدلالة
واضحة على التعفن