لم تكن رحلة أمين الريحاني إلى الأندلس مجرد تنقل بين أرجائها، بل كانت غوصًا في أعماق تاريخها الغني وفنونها البديعة. في كتابه، ينسج الريحاني ببراعة أسطورية حكاياته عن قرطبة وأشبيلية وطليطلة، محلقًا بالقارئ إلى عصور الزهو الأندلسي. يترك أثر الفاتحين في كل زاوية يمر بها، مستعيرًا من جمال الأندلس نورًا يُشع في صفحات مؤلفه، ليبدو كأنه يعيد خلق شعر الأندلس القديم بلمسات معاصرة. تحتفي هذه الرحلة المميزة بروح المحبة والتكافل، مما منح الريحاني وسام المعارف المغربي، تقديرًا لما أبدع في تقديمه من تصوير حيّ لتلك الحقبة الزاهرة، مضفيًا على الأدب العربي لونًا أندلسيًا متجددًا ومتألقًا.
Sobre el autor
أمين الريحاني، مفكر وأديب وروائي لبناني، ومن أبرز الشخصيات الرائدة في مجال الإصلاح الاجتماعي والفكر العربي خلال الفترة الممتدة بين أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. لقب بالريحاني نسبة إلى الريحان الذي كان يحيط بمنزله. أبدع الريحاني في مجموعة متنوعة من الأجناس الأدبية مثل الشعر، الرواية، المقال، المسرح، السير الذاتية، وأدب الرحلات، بالإضافة إلى تأليفه في مجالات معرفية أخرى مثل الفلسفة، التاريخ، الاقتصاد، الاجتماع، والجغرافيا. كان أيضًا رسام كاريكاتير وممثل. عرف بمسيرته النضالية ضد الاحتلال الفرنسي ودعمه لاستقلال لبنان، مستخدمًا ثقافته الموسوعية في الدفاع عن قضايا وطنه. تُوفِّي الريحاني عام 1940، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا وعلميًا غزيرًا.