سجل التوبة هو كتاب ينقلنا إلى عوالم قصصية غنية بالأبعاد الاجتماعية والسياسية، حيث يتقاطع الصراع بين الأخلاق والسلطة ببراعة فريدة. تتكون هذه المجموعة من خمس قصص، كل قصة تعكس وجهاً من وجوه الحياة، منها ما هو سياسي مثل قصة ‘شريف أفندي’ التي تعرض كيف تتلاشى آمال الإصلاح في مواجهة الواقع القاسي، وقصة ‘سجن عبد الحميد’ التي تبحث في الفوارق الاجتماعية المستمرة حتى بعد زوال الأنظمة القديمة. كما يلامس الريحاني البعد الأخلاقي في النفس البشرية من خلال قصة ‘نبوخذ نصر’، حيث يتخلى شخصيات القصة عن ملذاتهم الملكية من أجل البحث عن الخلاص الروحي. يكشف الكتاب عن تحولات الشخصيات وندمهم، مُبرزاً معاناة النفس وسعيها نحو التطهير والتوبة، في تصوير قوي للجدل بين السلطة والفرد، والخير والشر.
Sobre el autor
أمين الريحاني، مفكر وأديب وروائي لبناني، ومن أبرز الشخصيات الرائدة في مجال الإصلاح الاجتماعي والفكر العربي خلال الفترة الممتدة بين أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. لقب بالريحاني نسبة إلى الريحان الذي كان يحيط بمنزله. أبدع الريحاني في مجموعة متنوعة من الأجناس الأدبية مثل الشعر، الرواية، المقال، المسرح، السير الذاتية، وأدب الرحلات، بالإضافة إلى تأليفه في مجالات معرفية أخرى مثل الفلسفة، التاريخ، الاقتصاد، الاجتماع، والجغرافيا. كان أيضًا رسام كاريكاتير وممثل. عرف بمسيرته النضالية ضد الاحتلال الفرنسي ودعمه لاستقلال لبنان، مستخدمًا ثقافته الموسوعية في الدفاع عن قضايا وطنه. تُوفِّي الريحاني عام 1940، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا وعلميًا غزيرًا.