في رحلة فكرية مليئة بالحكمة، قدّم إسماعيل مظهر في بحث قصير ولكنه غني بالمعرفة، رؤيته الرائدة حول تجديد اللغة العربية، حيث ناقش تحدياتها وجعلها نقطة انطلاق لجمالية هذه اللغة الثرية. قدّم ببراعة أن اللغة العربية تحمل في جوانبها أدوات التجديد التي تجعلها قادرة على أن تكون من بين أفضل اللغات في نقل العلوم والفنون الحديثة. وفي ختام الكتاب، قام بطرح ما سُمِّيَ ‘دستور وضع المصطلحات العلمية’، وهو العمل الأول من نوعه في اللغة العربية. راعى فيه سهولة الأسلوب، ودقة الألفاظ، وتآلف المحتوى، مما جعله يخرج بشكل لغوي كامل ومثير للاهتمام.
Sobre el autor
إسماعيل مظهر، هو مفكر مصري ليبرالي وأحد أعلام النهضة العلمية والثقافية في مصر الحديثة. يعتبر رائدًا في ميدان الفكر والترجمة، حيث خصص اهتمامًا كبيرًا للفكر الديني والاجتماعي في مشروعه الفكري. وُلد في القاهرة في عام 1891 في أسرة ثرية ذات أصول تركية، وكان له أثر كبير في ميدان الهندسة. درس في المدرسة الناصرية واستكمل تعليمه في المدرسة الخديوية، حيث درس الأحياء وتعلم اللغة والأدب في الأزهر الشريف. انطلقت مسيرته الصحفية منذ صغره حيث أسس جريدة ‘الشعب’ عام 1909، وشارك في النضال السياسي مع الزعيم الوطني مصطفى كامل. اتسمت كتاباته في الصحف بطابع الحرية الذاتية والتجديد، ورفعت آراءه عالياً فوق الأهواء الشخصية. تولى رئاسة تحرير مجلة ‘المقتطف’، ورفعها إلى أوج سُلم المجد. قاد إسماعيل مظهر التحول في العالم العربي إلى منظرية النشوء والتطور عند داروين، ونادى بضرورة الإصلاح الاجتماعي، حيث رأى أن الحل يكمن في تأسيس حزب جديد أطلق عليه اسم ‘الوفد الجديد’. قدم مظهر مساهمات معرفية ثرة في عالم الثقافة، منها ‘وثبة الشرق’ التي كشف فيها عن السمات العقلية للشخصية التركية الحديثة، و’تاريخ الفكر العربي’، و’معضلات المدنية الحديثة’، و’مصر في قيصرية الإسكندر المقدوني’. انتقل إلى رحمة الله في الرابع من فبراير عام 1962.