يستعرض فرح أنطون في هذا الكتاب فلسفة ابن رشد، مع تسليط الضوء على مصادرها وبنيتها وتأثيرها الواسع الذي امتد ليشمل الشرق والغرب. يوضح الكاتب كيف كانت أفكار ابن رشد سبباً رئيسياً في النهضة الأوروبية الحديثة، من خلال تأثيره على القديس توماس الأكويني وألبرت الكبير، الذين استلهموا من الفلسفة الرشدية لتجاوز العقبات الفكرية التي كانت تؤرق الأوروبيين آنذاك. يبين الكتاب كيف واجه الأوروبيون المسيحيون التناقض بين الحقيقة الإلهية والعقلية، وكيف جاءت فلسفة ابن رشد لتوضح أن هذا التناقض ظاهري وينشأ عن سوء فهم الواقع أو النص، مما مهد الطريق لعصر النهضة الأوروبي. كتاب ضروري لفهم التطورات الفلسفية والتاريخية التي ساهمت في تشكيل الفكر الغربي.
Sobre el autor
فرح أنطون: صحافي وروائي ومسرحي وكاتب سياسي واجتماعي، ورائد من رواد حركة التنوير في العالم العربي أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، اشتهر بدعوته للتسامح الديني بين المسلمين والمسيحيين وكان اشتراكي التوجه، تأثر بأفكار المصلحين الأوروبيين مثل روسو وفولتير ورنيان ومونتسكيو، وكذلك بفلاسفة عرب ومسلمين كابن رشد وابن طفيل والغزالي وعمر الخيام. وُلد في طرابلس الشام عام 1874، والتحق بالمدرسة الابتدائية الأرثوذكسية ثم بمعهد كفتين حيث أتقن الفرنسية وتخرج منه عام 1890. هاجر إلى الإسكندرية عام 1897 وبدأ نشاطه الفكري والثقافي، وأصدر مجلات مثل «الجامعة» و«السيدات» التي أصدرها لأخته روز أنطون. كتاباته تعكس مفارقة فكرية إذ آمن بالتيار الإنساني الغربي الذي يرفض التمييز، ولكنه سعى لنشر النظريات الغربية في الشرق العربي باعتبارها حيادية، مما أثار تحفظات البعض. كان لأنطون إنتاج فكري غزير في الأدب والسياسة والاجتماع والفلسفة والمسرح والرواية، وتوفي في القاهرة عام 1922.