في كتاب ‘تربية الجنس البشري’ لجوتهولد إفرايم ليسينغ، يُقدم المؤلف رؤية فلسفية جريئة تُعتبر إنجيل التنوير في القرن الثامن عشر، حيث يؤكد على أن هدف الوحي هو تربية الإنسانية وتطويرها، وليس مجرد تقديم عقائد أو إقامة شعائر دينية. يتناول الكتاب أهمية الوحي كوسيلة لتحقيق التغيير الإيجابي في المجتمعات، خاصة في ضوء الأحداث الكبرى مثل هزيمة 1967م التي أثارت تساؤلات عميقة حول الهوية والمصير. ترجمة حسن حنفي للكتاب تأتي بأسلوب فريد يستند إلى الشرح التقليدي، حيث يستخدم النص كأساس لإضافة آرائه الخاصة، مما يجعل هذا العمل لا يقتصر فقط على تقديم أفكار ليسينغ، بل يصبح أيضًا حوارًا فلسفيًا مع الواقع المعاصر. يُعتبر هذا الكتاب واحدًا من أبرز الأعمال الفلسفية التي تتناول قضية تربية الجنس البشري، مما يجعله قراءةً ملهمةً لكل من يسعى لفهم دور الفكر في تشكيل المجتمعات.
Sobre el autor
جوتهولد إفرايم ليسينغ (1729-1781) هو كاتب ألماني بارز وفيلسوف وكاتب مسرحي، يُعتبر من أهم رموز عصر التنوير الألماني. أثّر بشكل عميق في الأدب والفكر الألماني من خلال أعماله التي دعت إلى التجديد والابتعاد عن التقليد الفرنسي السائد، مستندًا إلى النظريات الكلاسيكية لأرسطو وأعمال شكسبير. عُرف ليسينغ بنشاطه في الدفاع عن حرية الفكر والتسامح الديني، وكانت كتاباته تعكس قضايا هامة تتعلق بحق الإنسان في التعبير عن آرائه بحرية. من أشهر أعماله ‘ناتان الحكيم’، التي تدعو إلى التعايش السلمي بين الأديان، و’إيميليا غالوتي’، التي تُعد نموذجًا مبكرًا للدراما البرجوازية. ترك ليسينغ إرثًا فكريًا غنيًا يُعتبر محور نقاشات فلسفية وثقافية حتى يومنا هذا.