قصر راسخ القواعد، شامخ الذرا، رسا أصله فوق شرف عالٍ من الأرض، وارتفعت قبابه في الجو كأنها تطلب شيئًا في السماء، وقد موهت بالنضار، وسطع عليها الأصيل، فأرسلت شعاعًا كان أجمل من الأصيل، وأبهى من خالص النضار، وامتدت حول القصر البساتين الفيح تجري بها الجداول بطيئة متعثرة، كأنها تخشى أن تلتقي بنهر بَردَى، فيلتقمها زخاره الخضم، ويدور بها كالمذعور فيقتحم كل دار، وينفذ من كل حائط، ورفت بها الأزهار رائعة الألوان، مسكية الشذا، وقد عبث بها النسيم فراحت تختبئ في أكمامها كأنها الغيد الحسان خافت خائنة الأعين، وفضول العاشقين، وماست أشجار الحور كأنما شجاها تغريد الطير فوقها، فأخذت تسارق الأنغام، وتساير رنين الإيقاع.
هذه هي ربوة دمشق، وهذا هو قصر الوليد بن يزيد، وكان يسمى قصر «حبَابة»، بناه يزيد بن عبد الملك الخليفة الأموي لجاريته «حبابة»، وأنفق فيه كثيرًا من كنوز الدولة، وقام على بنائه وزخرفته كبار مهندسي الروم، فجاء صورة للفن الرائع، ومظهرًا لفخامة الملك، وصولة السلطان.. من هذا القصر تنطلق أحداث رواية ‘ مرح الوليد ‘.
علي الجارم
مرح الوليد [EPUB ebook]
مرح الوليد [EPUB ebook]
¡Compre este libro electrónico y obtenga 1 más GRATIS!
Idioma Árabe ● Formato EPUB ● Páginas 117 ● ISBN 9789779915883 ● Tamaño de archivo 0.5 MB ● Edad 99-17 años ● Editorial وكالة الصحافة العربية ● Ciudad London ● País GB ● Publicado 2024 ● Descargable 24 meses ● Divisa EUR ● ID 10025059 ● Protección de copia DRM social