رُبّما لا يكون الكثيرون قد سمعوا بالأديب والشاعر التركي الأصل ‘ولي الدين يكن’, إذ كان متقلّبًا في إنتاجه الشعري والأدبي, ورغم ذلك فإنه كان يتميّز ويميل نحو التجديد. يكن انشغل بمعاركه السياسية والاجتماعية, التي خاضها بآرائه الجريئة حتى وصلت إلى حدّ التهوّر. كانت آراءه تحمل بعض الغرابة والتطرف في بعض الأحيان, ولكن ينبغي عدم المبالغة في لومه. عصره كان مليئًا بالاتجاهات السياسية والاجتماعية والقومية المضطربة نتيجة للحالة السيئة التي وصلت إليها الخلافة العثمانية من فساد وظلم. أعلن العصيان وأنكر الكثير, وكان ثمن ذلك الآراء السجن والنفي. لم يزد ذلك إلا إصرارًا في طلب الحرية وكراهية الاستبداد. سنتعرّف أكثر على حياة هذا الشاعر والأديب المتمرّد خلال مطالعتنا هذه المحاضرات الوجيزة التي دوّنها الناقد الأدبي الكبير ‘محمد مندور’.
Sobre el autor
محمد عبد الحميد موسى مندور (1907 – 1965 م), ناقد أدبي وكاتب مصري متنوع, ولغوي. درس في كلية الحقوق وكلية الآداب بالجامعة المصرية في العشرينات, حيث برع في دراسته وتفوق في مجال الأدب العربي واللغة العربية. عاش مندور فترة حافلة بالمعارك السياسية والاجتماعية, وشهد انخراطه في الحركات الطلابية ضد الاستعمار الإنجليزي والحكومة المصرية. درس في الخارج, حيث استمر في تأليف الكتب والمقالات النقدية, وشارك في الصحافة والتدريس الجامعي. يُعتبر مندور واحدًا من رواد التفكير والنقد الأدبي في مصر, وترك تأثيرًا كبيرًا في مجال الأدب واللغة.