من يقرأ أدب فيودور دوستويفسكي لا يسعه إلا أن يتساءل عن العالم الداخلي الذي ألهم هذا الكاتب العبقري، وها نحن أمام نافذة فريدة تُطل على حياته، تفتحها لنا مذكرات زوجته آنا جريجوريفنا دستويفسكايا. في هذه المذكرات الصادقة والمليئة بالتفاصيل، نجد حياة مليئة بالصعاب والتحديات، حيث عانى دوستويفسكي من الفقر، المرض، وإدمان القمار، ولكن وسط هذه المعاناة، كانت آنا هي النور الذي أنار له الطريق. من خلال حكاياتها، ندخل إلى عالمه، نشهد نضاله وكفاحه، ونتعرف على الكواليس التي ساعدته في كتابة بعض من أعظم أعماله الأدبية. آنا لم تكن مجرد زوجة، بل شريكة في العبقرية، دعمت دوستويفسكي لتحريره من ديونه وإدمانه، وكانت السبب وراء إبداعاته الخالدة. إذا كنت تود الاقتراب من هذه الشخصية العظيمة والإنسان الذي يقف خلف الأدب الروسي العالمي، فإن هذه المذكرات هي المفتاح الذي سيأخذك إلى قلب فيودور دوستويفسكي وروحه.
A propos de l’auteur
آنا جريجوريفنا دستويفسكايا كانت الزوجة الثانية للأديب الروسي الشهير فيودور دوستويفسكي، وُلدت عام 1846 وتخرجت من المدرسة الثانوية بمرتبة الشرف. لعبت دورًا محوريًا في حياة دوستويفسكي، حيث بدأت العمل معه ككاتبة في رواية ‘القمار’، وسرعان ما تطورت العلاقة بينهما لتصبح زواجهما في عام 1867. كانت آنا الحافز الأساسي لدوستويفسكي خلال سنوات صعبة، ساعدته على التخلص من ديونه وإدمانه للقمار، ووفرت له البيئة المناسبة لكتابة أشهر أعماله. بعد وفاته، كرست آنا حياتها لحفظ إرثه الأدبي، وجمعت جميع متعلقاته الشخصية وكتاباته، وأنشأت غرفة مخصصة له في متحف الدولة التاريخي عام 1906. توفيت في 9 يونيو 1918، ولكن مذكراتها تبقى شهادة حية على حياة زوجها المبدع ودورها الجوهري في دعمه.