الإلياذة، تلك الملحمة الأسطورية التي خلدت على لسان الشاعر الكبير هوميروس، تأخذنا في رحلة ملحمية عبر أحداث حصار مدينة طروادة، حيث يتجلى الصراع الإنساني بكل أبعاده الدرامية. تنطلق القصة من عواطف الجشع والحب، حيث يدعونا أحد الأبطال للتمتع بلذات الحب والاحتفاء بالعواطف العميقة، وسط مشاهد الحروب التي مزقت الجيوش. تسلط الملحمة الضوء على الحرب التي اندلعت نتيجة هروب هيلين، أجمل النساء، مع باريس، مما أدى إلى دمار شامل وخراب عظيم. هوميروس، بموهبته الفائقة، يعكس مشاعر الآلهة المتضاربة وتأثيرها على مصير البشر، فيسرد كيف انقسمت الآلهة بين مؤيد للطرواديين وآخر لليونانيين. من خلال تفاعلات الأبطال، كــ أخيل وهيكتور، تتكشف لنا حقائق الحرب والبطولة والخيانة، لتبقى ‘الإلياذة’ لا مجرد أسطورة، بل عملاً خالداً يدرس تأثيره العميق في الوعي الإنساني على مر العصور.
A propos de l’auteur
هوميروس هو شاعر يوناني قديم، يُعتبر واحدًا من أعظم الشعراء في التاريخ، وُلد حوالي عام 850 ق.م، ويُعتقد أنه عاش خلال فترة قريبة من حرب طروادة (1194-1184 ق.م). على الرغم من الجدل حول وجوده التاريخي، إلا أن أعماله، مثل ‘الإلياذة’ و’الأوديسة’، تظل حجر الزاوية في الأدب الإغريقي. كان يُعتقد أنه مُنشِدٌ بارع في بلاط الأمراء، حيث جاب عدة بلدان بحثًا عن الرزق، قبل أن يستقر في جزيرة خيوس. عاش هوميروس حياة مليئة بالصراعات، حيث فقد بصره، لكنه استمر في التأليف حتى وافته المنية في جزيرة إيوس. يتميز شعره بأسلوبه السهل والواضح، وقدرته على نقل المشاعر الإنسانية العميقة، مما جعله مصدر إلهام للعديد من الشعراء في جميع العصور، وحقق تأثيرًا كبيرًا في الثقافة الأدبية الغربية.