تحكي هذه القصة عن أبي الحسن الذي ورث عن أبيه مالاً كثيرًا، وقد قسمه إلى نصفين، نصف لأصدقائه وقد أنفقه سريعًا، فهجرته صحبته حين خُيّل إليهم أنه أصبح فقيرًا، أما النصف الآخر فنصحته أمه أن يحافظ عليه من أصدقاء السوء، فتعلم من الدرس السابق ألا يصاحب أحدًا أكثر من يوم، وفي يوم من الأيام كان أبو الحسن ينتظر أحدًا يسامره يومًا كما قرر، فإذا الخليفة هارون الرشيد يأتي متخفيًا في زي تاجر، فيخبره أبو الحسن أنه على استعداد لصداقته ليوم واحد فقط، ولما سأله الخليفة عن سبب ذلك السلوك العجيب أخبره بقصته، وبأمنيته أن يصبح خليفة ولو ليوم لينتقم من أصدقاء السوء، فيحقق له هارون الرشيد أمنيته دون أن يدري، ليستيقظ ويجد نفسه في قصر الخلافة، وهنا تبدأ أحداث القصة المثيرة.
A propos de l’auteur
كامل كيلاني هو كاتب وأديب مصري، اتجه نحو أدب الأطفال وأصبح يعرف برائد أدب الطفل. قدم العديد من الأعمال الرائعة التي استهدفت الأطفال، وترجمت أعماله إلى عدة لغات من بينها الصينية والروسية والإسبانية والإنجليزية والفرنسية. وهو أول من خاطب الأطفال عبر الإذاعة وأسس أول مكتبة للأطفال في مصر.
وُلد كامل كيلاني إبراهيم كيلاني في القاهرة عام ١٨٩٧م، حفظ القرآن الكريم في صغره وانتقل إلى مدرسة أم عباس الابتدائية، ثم انضم إلى مدرسة القاهرة الثانوية، والتحق بالجامعة المصرية القديمة عام ١٩١٧م. عمل أيضا كموظف حكومي في وزارة الأوقاف لمدة اثنين وثلاثين عاما، حيث تقدم في المسار الوظيفي حتى أصبح سكرتير مجلس الأوقاف الأعلى. وكان أيضا سكرتيرا لرابطة الأدب العربي ورئيسا لصحيفة الرجاء ونادي التمثيل الحديث. وكان يعمل في مجال الصحافة ويهتم بالأدب والفنون.
اعتمد كيلاني منهجا مميزا وأسلوبا عبقريا في كتابته لأدب الأطفال، حيث أصر على ضرورة التركيز على اللغة الفصحى لعدم إحداث قطيعة ثقافية مع الذات التاريخية. وكان يمزج بين المنهج التربوي والتعليمي، وكان حريصا على إبراز الجانب الأخلاقي والمعياري في أعماله القصصية. كما كان يشجع على تنمية مهارات التذوق الفني والمعرفة لدى الطفل. وكان يركز على الصفات الحميدة والخصال النبيلة والسلوك الحسن.
كان لكيلاني إسهامات في مجالات أخرى غير أدب الأطفال حيث ترجم وكتب في أدب الرحلات والتاريخ. توفي عام ١٩٥٩م، وترك وراءه تراثا أدبيا كبيرا يستفيد منه الصغار والكبار.