ورَغمَ أَنَّني أَبقَيتُ عَلى سَبَبِ أَحزاني سِرًّا، قادَني إلى صَبِّ شَكوايَ المريرَةِ وإلى إِلباسِ مِحنَتي كَلِماتِ الغَضَبِ والحَماسَةِ، وبِكُلِّ الطَّاقَةِ الَّتي يَمتَلِئُ بها حُزني البائِسُ، أَخبَرتُه بِسُقوطي مِنَ النَّعيمِ إِلى المأساةِ في لَحظَةٍ واحِدَة، كَيفَ أَنَّني لا أَجِدُ أَيَّ بَهجَةٍ، أَيَّ أَمَلٍ، أَنَّ الموتَ مَهْمَا كانَ مَريرًا هُوَ الخاتِمَةُ الَّتي أَتوقُ إِلَيها لِكُلِّ آلامي. الموتُ، الهَيكَلُ العَظميُّ، كانَ جَميلًا كالحُبِّ. لا أَعرِفُ السَّبَبَ، لَكِنَّني وَجَدتُ أَنَّ مِن العَذْبِ أَنْ أَنطِقَ بِهَذِه الكَلِماتِ عَلَى مَسمَعِ آذانٍ بَشريَّةٍ، ورَغمَ أَنَّني طالَما استَخفَفتُ بالعَزاءِ، شَعرتُ بالبَهجَةِ أَنْ أَراهُ يُمنَحُ لي بِرِقَّةٍ وعَطفٍ، كُنتُ أُنصِتُ بِهُدوءٍ، وحينَما يَتَوقَّفُ هُو عَن الحَديثِ لِوَهلَةٍ، سُرعانَ ما أَستَئنِفُ صَبَّ مأساتي بِكَلماتٍ تُظهِرُ كَم كانَت جُروحي عَميقَةً ومُستَعصِيَةً على أَيِّ عِلاج.
A propos de l’auteur
‘(1797-1851)
ماري شيلي: هي الكاتبة الإنجليزية التي أبدَعَت شخصيَّةَ »فرانكنشتاين »، وزوجةُ الشاعر بيرسي شيلي. وُلِدت في لندن لعائلةٍ مثقَّفة؛ إذ كان والِدُها الكاتبَ والمفكِّر ويليام جودوين، ووالِدتُها الكاتبةَ ماري وولستونكرافت التي كانت مِن أولى المُدافِعات عن حقوق المرأة. ومع أن شُهرة ماري شيلي تقوم على روايتها »فرانكنشتاين »، فإنها كتبَت رواياتٍ أخرى لا تقلُّ عنها من حيث قِيمتها الأدبية، منها: الرواية التاريخية »فالبرجا » و »الرجل الأخير »، كما صدرت لأول مرة ترجمة روايتها »ماتيلدا » عن مركز المحروسة، واعتمَدَت في العديد من هذه الروايات على خبرتها ومعرفتها بكُتَّاب عصرها وشُعرائه. عاشَت ماري في انجلترا حتى وفتها المَنيَّة.
‘