تحمل هذه المحاضرات في أروقتها دراسة تحليلية شاملة لحياة أحد أبرز أدباء العصر الحديث, إبراهيم عبد القادر المازني, الذي اشتهر بأسلوبه الساخر سواء في كتاباته الأدبية والقصصية أو في شعره. قام محمد مندور بإثبات, من خلال قراءته وتحليله لمؤلفات المازني المتنوعة, أن من يظن أن سخرية المازني كانت مجرد دعابة ومرح, فإنه قد أخطأ في فهم شخصية المازني الحقيقية. انطبع في مخيلته كل ما مر به من مصائب ومصاعب حتى صارت جزءًا من شخصيته. لذلك كان ساخرًا ومتشائمًا بطبيعته, وكانت هذه طريقته في مواجهة الجانب السيء للحياة, حتى وصل به إلى تلك السخرية المليئة بالحزن والأسى حيث سخر من نفسه ومن كتاباته.
A propos de l’auteur
محمد عبد الحميد موسى مندور (1907 – 1965 م), ناقد أدبي وكاتب مصري متنوع, ولغوي. درس في كلية الحقوق وكلية الآداب بالجامعة المصرية في العشرينات, حيث برع في دراسته وتفوق في مجال الأدب العربي واللغة العربية. عاش مندور فترة حافلة بالمعارك السياسية والاجتماعية, وشهد انخراطه في الحركات الطلابية ضد الاستعمار الإنجليزي والحكومة المصرية. درس في الخارج, حيث استمر في تأليف الكتب والمقالات النقدية, وشارك في الصحافة والتدريس الجامعي. يُعتبر مندور واحدًا من رواد التفكير والنقد الأدبي في مصر, وترك تأثيرًا كبيرًا في مجال الأدب واللغة.