أنت من سيحدد مصيره.
أنت وحدك وليس أحدًا سواك.
أنت فاعل وليس مفعولًا بك.
سقط في نفسي وانسابت مني دموع الندم؛ لمَ أطعت الشيطان وسلكت سبيله؟! كل ما كنت أريده هو العلم واتساع المعرفة، أردت للخير أن ينتصر في الواقع كما ينتصر في الروايات، أردته أن ينتصر في عالمٍ، هو شرٌ يمشي على قدميه من كثرة أحمال الخطيئة المرتكبة في جنباته، ونسيت الحكمة القائلة: ‘إذا أردت الخير فلتبدأ بنفسك وما ملكت يمينك.’، وأن كل راعٍ يلوذ بأغنامه خوفًا عليهم من الذئاب والضباع.
وفجأة، قطع أفكاري ذلك الصوت الذي دوى هادرًا في كل كياني، كان صوتًا مختلفًا؛ صوتٌ يأتي من كل مكان، من أعماقي وأذني وعقلي ومن حولي، أسمعه عن يميني وعن شمالي، ومن أمامي ومن خلفي.
كنت أجلس على العرش كما أنا، وأراه أمامي بعرشٍ يكاد يملأ الدنيا بما فيها، قال بذات الصوت: بل أنت مفعول بك … والآن، أنا أعطيك الخيار … وإليك يعود القرار … فلتختر إذًا .. إما نعيمنا؟ .. أو جحيمٌ، تتمنى وقتها لو لم تُخلق!…