على السَّفُّود، تلك المجموعة من المقالات النقدية التي أصدرها مصطفى صادق الرافعي، تحمل بين طياتها سجالًا أدبيًا شهيرًا جمع بينه وبين العقاد، مما شكّل نقطة محورية في النقاشات الفكرية والأدبية المصرية والعربية في تلك الفترة. جاء هذا العمل في ظل احتدام الصراعات الثقافية التي كانت تغلي في أرجاء البيئة الأدبية، مما ساهم في إغناء المشهد الثقافي بشكل كبير. تناول الرافعي في كتابه هذا النقد الأدبي كأداة لتحرير الفكر من عبودية التقديس الشخصي، مستخدمًا لغة قوية ومباشرة للدفاع عن نفسه ضد اتهامات العقاد بالانتحال في كتابه عن إعجاز القرآن. الكتاب يعكس تباين الآراء بين النقاد حول الأسلوب الذي اختاره الرافعي؛ فبينما استهجن البعض طريقته، وجد آخرون فيها قوة التعبير والصراحة الجريئة. استطاع الرافعي أن يجعل من ‘السفود’ رمزًا للنقد اللاذع الذي يترك أثرًا مؤلمًا ولكن صادقًا.
A propos de l’auteur
مصطفى صادق الرافعي، أديب وشاعر مصري بارز ولد في 1880 في قرية بهتيم، القليوبية. تأثر بأجواء عائلية ثقافية، حيث كان والده يستضيف أعلام العلم والأدب، مما مهد له بيئة غنية بالمعرفة. حفظ الرافعي القرآن في سن مبكرة وانتقل تدريجيًا في دراسته من دمنهور إلى المنصورة حيث أكمل الابتدائية. عوقه الصمم مما اضطره لمغادرة التعليم الرسمي، لكنه استثمر ذلك بالتعلم الذاتي من خلال مكتبة والده. عمل في عدة محاكم قبل أن يتفرغ للأدب، حيث أصدر ديوانه الأول في 1903. اكتسب شهرة واسعة بأعماله النثرية والدينية مثل ‘حديث القمر’ و’تحت راية القرآن’. انتقل إلى الرفيق الأعلى في 1937، تاركًا إرثًا أدبيًا غنيًا ومؤثرًا في الأدب العربي الحديث.