في ‘الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية (الجزء الثالث)’، يُواصل الأمير شكيب أرسلان رحلته الزمنية المثيرة إلى إسبانيا، حيث يكشف لنا عن كنوز الحضارة الأندلسية من خلال عيون الرحالة الفذ. بعد ست سنوات من الترحال والتجوال بين مدن الأندلس، يبرز أرسلان من خلال هذا الجزء الثالث عمقًا إضافيًا في وصف معالم هذه الحضارة العريقة، ويغمرنا في تفاصيل جديدة عن تخطيط المدن وعمرانها، بالإضافة إلى الشواهد الثقافية والفكرية التي أثرت في تلك الحقبة. يقدم أرسلان رؤى مدهشة عن علماء الأندلس وشعرائها وأدبائها، معززًا سرد الرحلة بتعليقات وحواشي تضيف قيمة وتفاصيل غنية. ليس هذا الكتاب مجرد مرجع تاريخي بل هو رحلة في أعماق الزمن، حيث يُعيد لنا صورة نابضة بالحياة عن الأندلس، مضيئةً بألوان الحضارة والجمال الفكري.
A propos de l’auteur
شكيب أرسلان، الكاتب والأديب والمفكر العربي اللبناني، لُقِّب بأمير البيان لغزارة إنتاجه الفكري. وُلد عام 1869م في قرية الشويفات قرب بيروت، وتأثر بعدد كبير من أعلام عصره مثل الشيخ عبد الله البستاني وأحمد فارس الشدياق. كان كثير الترحال، حيث زار العديد من البلدان والتقى بأعلام الأدب والفكر في عصره، وأجاد عدة لغات منها العربية والتركية والفرنسية والألمانية. أمضى جزءًا كبيرًا من حياته في الرحلات، وسجل مشاهداته في مؤلفاته الشهيرة مثل ‘الحلل السندسية’ و’لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم؟’. كان لا يثق بوعود الحلفاء للعرب، وحذر من استغلال الأجانب للشقاق بين العرب والأتراك. دعا إلى الوحدة العربية وكان من أشد الناس فرحًا بتأسيس الجامعة العربية عام 1945م. عاد إلى وطنه عام 1946م وتوفي بعد حياة حافلة بالعطاء والكفاح.