في كتابه الرائع ‘النهضة العربية’، يأخذنا شكيب أرسلان في رحلة فكرية عميقة إلى قلب حركة النهضة العربية، التي أضاءت سماء الفكر والأدب والعلم في العالم العربي. يبدأ الكتاب من لحظة ميلاد هذه الحركة على يد محمد علي، مستعرضًا كيف تطورت النهضة عبر مراحلها المختلفة، وكيف أسهم الأقطاب البارزون في إثراء هذا الزخم الثقافي والمعرفي. يقدم أرسلان في هذه المحاضرة القصيرة لكن الغنية، تاريخ الصحافة العربية ونشأتها، وتطور المدارس والمجامع العلمية في مصر ودمشق واليمن، وكيف أثرت هذه النهضة في الشعر والأدب. يعد هذا العمل فرصة للتعرف على أحد أزهى عصور الأمة العربية، ومعرفة كيف صاغت هذه الحقبة مستقبل الفكر والعلم في العالم العربي.
A propos de l’auteur
شكيب أرسلان، الكاتب والأديب والمفكر العربي اللبناني، لُقِّب بأمير البيان لغزارة إنتاجه الفكري. وُلد عام 1869م في قرية الشويفات قرب بيروت، وتأثر بعدد كبير من أعلام عصره مثل الشيخ عبد الله البستاني وأحمد فارس الشدياق. كان كثير الترحال، حيث زار العديد من البلدان والتقى بأعلام الأدب والفكر في عصره، وأجاد عدة لغات منها العربية والتركية والفرنسية والألمانية. أمضى جزءًا كبيرًا من حياته في الرحلات، وسجل مشاهداته في مؤلفاته الشهيرة مثل ‘الحلل السندسية’ و’لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم؟’. كان لا يثق بوعود الحلفاء للعرب، وحذر من استغلال الأجانب للشقاق بين العرب والأتراك. دعا إلى الوحدة العربية وكان من أشد الناس فرحًا بتأسيس الجامعة العربية عام 1945م. عاد إلى وطنه عام 1946م وتوفي بعد حياة حافلة بالعطاء والكفاح.