كثيراً ما يتردد صدى كلمات عن الثقافة وأهميتها في صقل روح الفرد، لكن قليلين هم من يعايشون هذه الحقيقة بعمق. الكلمات تُسمع كمواعظ شيخ لطفل، تحمل معاني عميقة من التجربة والجدان وليس مجرد ألفاظ. فهناك هوة شاسعة بين اللفظ والمعنى، وبين الكلمة والوجدان. يبرز هذا الكتاب بمقاربته العملية للثقافة، حيث لا يكتفي بالشرح النظري، بل يسعى لإشراك القارئ في التجربة الثقافية ذاتها، ليختبرها بنفسه ويتذوق معانيها، وليس فقط أن يتلقى الأفكار.
A propos de l’auteur
سلامة موسى، مفكر وكاتب مصري رائد، وُلِدَ في عام 1887 بقرية بهنباي بالزقازيق. يُعد من أوائل المروجين للفكر الاشتراكي في مصر وداعياً للتغرب والانفتاح على الثقافة الغربية لتحقيق نهضة المجتمع المصري. درس في المدرسة التوفيقية والمدرسة الخديوية في القاهرة، وتابع تعليمه العالي في فرنسا وإنجلترا حيث اطلع على الفلسفات والعلوم الغربية. عُرف بتأثره بنظريات داروين وكتب عديدة في النقد الاجتماعي والديني، وتبنى بعض الأفكار العنصرية السائدة في ذلك الوقت. ألّف كتبًا أثارت جدلًا واسعًا وترك إرثًا فكريًا وأدبيًا معقدًا تراوح بين الإعجاب والانتقاد الشديد. توفي في عام 1958، تاركًا بصمة لا تُمحى في تاريخ الفكر المصري.