ليس الغرض من هذا السفر أن يكون مرجعاً تاريخياً تسرد في أخبار الأمم وحروبها وحوادثها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ومؤثراتها ونتائجها التي كونت الشعوب لعلاقة موضوع هذا الكتاب بالتاريخ العام.. بل الغرض منه أن يكون مرجعاً صادقاً في المشهور من الزخارف التاريخية الموثوق بصحة مصدره وانتمائه إلى العهد الذي يتنسب إليه والأمة التي ازدهر فيها. وقد تصدى مع ذلك إلى البحث في المؤثرات البارزة التي كونت المدارس الفنية المختلفة وتصوير طرزها كما تزعم تصويراً صادقاً موجزاً.
كما أنه تناول بنوع خاص شرح بعض نواحي المدنية المصرية، وذلك لفضلها على الأمم والشعوب الغابرة والحاضرة والشعوب التي كانت تتحسس طريق المدنية وتأثيرها في الحضارات المقبلة ، فهي من أعظم والمدنيات الإنسانية شأناً وأكثرها أهمية، لارتباطها بحلقات التطور الإنساني وتقدمه في ميدان المعرفة ونور العلم.
وحياة المدارس الفنية على وجه عام تشبه حياة الإنسان ونشأته، إذ الفن صورة من صور النفوس ومرآة صادقة للأمم والشعوب تعكس شعورها وعقائدها وتطوراتها، فالفنان إنما يحس ويستوحي شاعريته وخياله من بيئته ومشاعره ثم يستخرج من كل ذلك صورة قد استحالت إليها نفسه، ويكون مقدار عظمتها أو قبحها راجعاً إلى قدرته في التعبير أولاً وإلا مقدار قربها من البيئة التي يعيش فيها ثانياً.
A propos de l’auteur
رمضان حسين أحمد